درعا- سارة الحوراني
تواصل المرأة في محافظة درعا تقديم صور مشرقة عن مساهمتها في الثورة السورية، والتي انخرطت في صفوفها منذ انطلاقتها في شهر آذار من العام 2011، فكان الالتحاق في صفوف أصحاب الخوذ البيضاء “الدفاع المدني السوري” أحدث هذه الصورة التي بدأت تتضح ألوانها الزاهية منتشرة كالطيف على امتداد المحافظة من أقصاها إلى أقصاها.
الدكتور جهاد المحاميد رئيس الدفاع المدني السوري في محافظة درعا قال في حديث خاص لـ شبكة المرأة السورية :” يأتي انخراط المرأة في صفوف الدفاع المدني السوري إيماناً منا كمنظمة، بأهمية التضحيات الكبيرة التي قدمتها المرأة، وما تزال تقدمها حتى اللحظة في سبيل سوريا بشكل خاص والإنسانية بشكل عام، فالمرأة حمالة الأعباء الكبيرة منذ الأزل وما تزال حتى اليوم والتي فاقت قدرة الجبال على حملها، وخاصة في ظل البطش والدمار اللذان تتعرض لها المدن والقرى السورية، من قبل الآلة العسكرية لقوات النظام السوري”.
وأضاف: “إن منظمة الدفاع المدني السوري لا تميز بين المرأة والرجل، فالاهتمام لدينا بالدرجة الأولى يتركز على الاختصاصات والخبرات اللازمة لرفد الدفاع المدني في سبيل سد الاحتياجات المطلوبة بالمنظمة”.
وبين المحاميد “بأن الدفاع المدني في محافظة درعا يغطي المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، من خلال 13 مركزاً مقسمة على ثلاثة قطاعات، وهي “قطاع درعا المدينة وقطاع الريف الشرقي وقطاع الريف الغربي”، حيث أنشأت حسب الاحتياجات و التوزع الجغرافي، لتأمين خدمات المنظمة لأكبر قدر من المواطنين المحتاجين لها مشيراً إلى أنه تم تخصيص في كل مركز من المراكز ال 13 غرفة خاصة بالنساء”.
وعلى الرغم من التحديات الجسيمة وخاصة القصف اليومي للأحياء في مدينة درعا إلا أن منال وجدت في التطوع بالدفاع المدني السوري مجالاً واسعاً لتقديم المساعدة للأهالي وبشكل منظم وممنهج تقول: ” تطوعت في الدفاع المدني السوري منذ شهرين حيث خضعت لدورة صحية مكثفة، امتلكت من خلالها كافة الخبرات للمساعدة تحت أي ظرف طارئ”، مضيفة أنه “في البداية نظر إلينا بعض الناس باستغراب وآخرين بنظرة الشك حول مقدرتنا على القيام بواجبنا، وخاصة في ظروف غير اعتيادية كالقصف اليومي بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي، لكن مع مرور الوقت بدأت النظرة بالتغير والاقتناع شيئاً فشيئاً بضرورة وجود عنصر نسائي للمساعدة في إنقاذ ونقل وإسعاف الجريحات”.
تشكل الدفاع المدني في الثامن من نيسان من عام 2014 بمبادرة ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ الأشخاص، بهدف تقديم ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻟﺴﺒﺒﻴﻦ: ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻭ ﺍﻷهالي ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ البلاد.
سالي مسالمة متطوعة في الدفاع المدني السوري بمدينة درعا أشارت إلى أن “صعوبات كثيرة تواجه عمل الدفاع المدني كمنظمة أهمها ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ الآليات اللازمة ﻟﻌﻤﻠﻬﻢ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ، ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻻتصالات ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ لعدم ﺗﻮﻓﺮ ﻭﺳﺎﻝ ﺍﻻتصال بشكل كبير، بالإضافة ﺇﻟﻰ ﻛﺜﺮﺓ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺃﻋﺪﺍﺩﺍً ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻟﺘﻐﻄﻴﺘﻬﺎ”.
وبينت المسالمة أن” ﺍﻟﻌﻤﻞ الأساسي ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻳﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭ الإنقاذ والإطفاء ﻭإﺳﻌﺎﻑ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ بالإضافة إلى ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﺀ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰ ﺍﻟﻤﻼﺟﺊ ﻭ ﺍﻹنذار المبكر عن الطيران الحربي والمروحي والقصف الصاروخي والمدفعي مشيرة إلى أن هدف الدفاع المدني الأول والأخير هو إنقاذ الأرواح بأسرع وقت ممكن دون النظر لأي انتماء طائفي أو مذهبي”.
يشار إلى أن المقاتلات الحربية والمروحية، استهدفت خلال الفترة الماضية مراكز الدفاع المدني في عدد من مدن وقرى وبلدات درعا بشكل مباشر، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى وتدمير الكثير من المراكز التي تم تجهيزها بصعوبة، كما أدى القصف المدفعي من قبل قوات النظام السوري إلى استشهاد متطوعة في الهلال الأحمر السوري في درعا المحطة “حنان الحسن” والتي أصابتها شظية أثناء تأديتها لعملها لإنساني أواخر شهر حزيران المنصرم”.
خاص “شبكة المرأة السورية”