القصة الثالثة : طحنونة والهوى
أداء : الممثلة أمل حويجة.
شارك في الأداء :شحادة الشهابي
رسمت اللوحة الطفلة :سارة عبد الواحد- 7سنوات
أمل حويجة ممثلة سورية مواليد 1962خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية -1984عملت في المسرح كممثلة ومخرجة في سورياومعلمة في المسرح المدرسي لعدة سنوات في الإمارات لها العديد من الكتب الموجهه إلى اليافعين من قصص قصيرة ومسرح“ آه يا عطر الليل- أمهاتنا في خطر- خطفني الديك- حب- هس..” معروفة باسم ماوكلي والكابتن الماجد والعديد من أسماء الشخصيات الكرتونية التي قامت بأدائها صوتياً.تعمل حالياً على عدة مشاريع صوتية باسم ” أصوات- وحكايات قبل النوم..”
القصة مسموعة أدناه :
ننتظر بكل حب وحماس لوحات أطفالكم الجميلة المعبرة بعد سماعهم للقصة وأن يتم تصوير الرسومات بدقة جيدة بكاميرا الموبايل وارسالها كمرفق الى الايميل التالي: Media.s.w.n@gmail.com
تنويه : يمكنكم الاستماع الى القصتين السابقتين من خلال زيارة الموقع الرسمي لشبكة المرأة السورية وسنتابع نشر القصص الجديدة كل اسبوعين قصة .
القصة مكتوبة / طحنونة والهوى
طحنونة والهوى
كان في طحنوناية ناعمة كتير ، فلتت مرة من كيس الطحين وصارت بعيده عن رفقاتها وضايعة جوات النملية اللي كانوا أهل البيت يسموها – دكونة- لأن فيها كتير غراض..بهارات و شايات وزهورات.
وكل ما رتبوا هالكياس تلاقي طحنونة حالها بمطرح، شي مخنوقة تحت كيس السكر أومحصورة بين حبات البركة وعلبة الحلبة أو مدفوشة بكيس الشمرا لعند الزنجبيل..وتخاف.
بلكي ضاعت مع الكمون بصحن الفول ولّا دابت مع السكر بكاسة شاي؟ و تحكي مع كلشي يخوفها باللمنامات وتألف عليهم أغاني
-يا ورقة الغار شفتك بالعتمة شبح؟
-خربشاتك يا زوفا متل القطة الجوعانة.
-وصلت وصلت هالممسوحة بشعراتا هالمجنونة
ويضحكوا رفقاتها وهيي تتونس، عملت من ورقة المردكوش مخدة ومن الميرمية غطا، و هيك قدرت تحول كوابيسها لأحلام.
تحلم بحالها كعك بخرنوب، منقوشة زعتر. وبالعيد حلمت بأنها رغيف خبز أسمر و مشروح و -جادو- إبن ست البيت بيطيرها بالهوى. صحيت وهيي عم تضحك.
لأول مرة بتسأل حالها ” ليش بيعجنوا الطحين بالمي و الحليب ، ليش مابيعجنوا بالهوى؟؟”
وصاحت:
– يا هوا.. ياهوا
تفاجؤا أصدقاؤها بالدكونة، كيف قدرت توصل عالشباك؟ وشو اللي خلاها معاد تخاف؟
وضلت تنادي حتى سمعها الهوى
-شوبدك ياطحنونة؟
-اعجني بالهوا ياهوا.
ضحك الهوا
– بالحلم ، عجنتني بالهوا ، طيرتني.
-إممممم ..بدك تطيري يا طحنونة ؟
-بدي طير.
– رح تضيعي، أنت يا طحنونة صغيرة كتير وأنا قوي،بخاف عليك تضيعي؟
-مارح ضيع.
-رح تتعبي.
-ما رح اتعب.
حماسها أثر فيه، صار نسمة لطيفه وحملها.
ضحكت متل ماضحكت بالحلم وأكتر ، حست حالها أخف من حالها بكتير، وتشكرتوا لما رجعها على جنينة بيتها.
– شكراً شكراً يا هوى..
سلمت حالها لأصابع ست البيت الحاملة النعنع والحبقات والخبيزة وتوقعت طحنونة برضا إنها رح تصير الليلة فطاير و صاحت بالدكونة لرفقاتها: عجني الهوا
-عم تمزحي…عنجد..
-وقفت عجناح عصفور ..تربعت على منقار الصقر .. تعربشبت على رقبة الزرافة
-الزرافة؟
-تزحلطت على شعرات صبية بالقطار ،صرت عصفور؟
-بالقطار؟..صرت عصفور؟ عم تمزحي،عنجد؟
-شفت طيارات ، تلفريك، مظلة، صاروخ ، سلمت عالعشبات والنحلات والوزات .
-والوزات؟
وسألوها إذا الهوى ممكن ياخدهن مشوار
قالت:
– إي
و بعدين فكرت ..
– لا، لازم تحلموا أول شي ..
-لازم نحلم ..كيفنحلم ؟..يعني ننام ونحلم؟
تسرسبوا هالبهارات من رف لرف يتهامسوا بحكاية طحنونة وعبت غبرتهم الدكونة.
-طحنونة حلمت…طحنونة راحت مشوار مع الهوى …هي خافت أول شي بعيدين حلمت وطارت…
الصبح بكير سمعت موسيقى بالصالون ونادت الهوى ..:يا هوى..
تزحلطت على مشط ست البيت، لعبت بدنب البيسة اللي زاحت برداية الشباك، تعبشقت بكتاف جادو، علقت بطاقية البابا لحقت جادو عالمدرسة وبالطريق لمحت ختيار حامل كيس طحين، طارت لعندو، خربشت :
– يا طحنونات.. مرحبا..
عطسوا من غبرتهم، عزموها تنخلط معهم بالمكسر مع البيض والكوسا ويصيرو عجة لهلختيار هالحباب .
-تجي معنا؟..بدنا نصير عجة…حرام هالختيار جوعان
تعاطفت شوي سندتو حتى صارت عصاه تطرق للدرج.. ترك ترك ترك..وبعدين قالت :
-لأ ..مابدي انعجن.
ونادت للهوى .
-ياهوى..ياهوى..أنا لسا بدي طير يا هوى.
وطلع صوت رعد ولمعة قوية، نطت لعند الهوا
قلها : هذا الشتا يا طحنونة..
-الشتا..
-يعني ماعاد تاخدني رحلات؟
– رح كون مبلل بميات الغيوم اللي بحملهم حتى يشتوا ويسقوا الشجر واليانبيع
-خدني، بركب على ظهر الغيوم..
-الغيوم ؟.. الغيوم مطر يا طحنونة..
-مطر؟..يعني رح صير عجين؟
وسكتت.. وعدها :
-بس يخلص الشتا ويجي الربيع برجعلك يا طحنونة.
و قبل ما تنزل دمعتها وتصير عجين، حطها بالدكونة، و تفاجأت برفقاتها شو محضرين حتى مايزعلها الشتا.
-وين كنت طحنونة.. اشتقنالك..طحنونة حضرنالك مفاجأة
القرفة والخرنوب كتبوا و رسموا حكاياتها . ونجمة اليانسون لحنتها وغنتها:
طحنونة اللي ضاعت خافت
لما خافت صاحت
ولما صاحت حلمت
طارت لما حلمت
ضحكت لما طارت
واشتاقت لما ضحكت
هالطحنونة هالحلوة طارت طارت طارت هييييه
مرق الشتا وطحنونة تودع طحنونات وتسقبل طحنونات وناطرة الهوى،
لمّا تشتاق لرفقاتها اللي ينخبزو تنام بين فتافيتهم و تراقب الثلج والمطر بين الغبرات تحت الشباك لمّا تشتاق للهوى. وبس إجا الربيع وطلطل الصيف إجا الهوى:
-وينك يا طحنونة؟
وصاحوا الكل
-نحنا هون، عم نحلم فيك، اشتقنالك، شكرا لأنك رجعت يا هوا ..
ونطت على كتافو طحنونة وقالتلو
-شو اشتقتلك يا هوى
وطيرهن الهوى وفتلو وفتلو وداروا
-شكرا شكرا يا هوى
وهاي الحكاية حكيناها وبعبكن حطيناها.
هالحكاية قريتها على حيطان دكونة مطبخنا، لقيت حالي من الصبح عم غني غنياتها.
…………….
هالحكاية ألفتها وحكتها أمل حويجة