سمر من ريف إدلب، 45 عاماً، أم وزوجة. تقيم مع أولادها وزوجها وزوجته الثانية في مركز إيواء، حيث يقيم الرجال في قسم منفصل عن النساء والأطفال ليصبح التقاء الزوجين مستحيلاً. لكن الطبيعة البشرية خلاقة في مثل هذه الظروف، فقد ابتدعت النساء حلاً عندما وجدنّ أنّ الحمام، وهو مشترك بين مجموعة عائلات، هو أفضل مكان لالتقاء الأزواج. فحددوا أوقاتاً محدداً لكل عائلة لاستخدام الحمام.
سمر تعيش في غرفة صغيرة في هذا المأوى مع ضرتها وأولادهما الخمسة بينما يبقى الزوج في قسم الرجال. يلتقون معه في باحة المأوى حيث يتبادلون الحديث وغالباً ما يشاركهم فيه الكثيرون بالإضافة إلى صراخ الأطفال.
“لم أحبها يوماً … لكني تعودت على وجودها في حياتي”، تصف سمر ضرتها، صبية جميلة أصغر منها سناً لم تنجب سوى ولد واحد بينما هي أنجبت أربع أولاد مما أدى إلى ترهل جسدها.
“منذ عام ونصف وأنا مضطرة للعيش معها، في البداية كان الأمر سهلاً، نحن نتشارك الزوج الذي كنا نتنافس على إرضائه فيما مضى، وكان لدينا بيتين منفصلين ولم اكن مضطرة للتعامل معها يومياً. هي الجديدة كما يقال وأنا القديمة، أكره كلمة قديمة، تذكرني بأني كبرت”.
سمر تبدو فعلاً أكبر من عمرها. الغرفة ضاقت عليهما وعلى الأولاد الخمسة الذين يتصايحون كل الوقت. “لا شيء للتسلية في هذا المكان”، تقول سمر، “لا تلفزيون ولا لعبة ولا حتى راديو ، زوجنا بات عصبي المزاج، فقد ترك في بلدتنا دارين واسعتين ومحل تجاري يطعم العائلتين وأرض زراعية وو.. الحمد الله الذي ابتلاه بالفقر … نمزح أحياناً أنا وضرتي فربما لو بقينا هناك لتزوج الثالثة والرابعة”، تضحك سمر.
“منذ بعض الوقت فكرت، لما لا أضع حداً للمشكلة وأخفف من عصبيته. هو رجل وله حاجات وحقوق، وحرام أن يبقى كل هذا الوقت الطويل بلا () … لا تكمل جملتها فأنا أعرف أنها تشير هنا للعلاقة الجنسية لكنها تخجل من ذكر الكلمة.
“قبل أشهر همست في أذن ضرتي شيئا أسعدها … “تكمل القصة”، استدعته ضرتي للحمام. المكان الوحيد الذي يمكن له فيه أن يختلي بواحدة منا. وقفتُ لهما حارساً عند الباب كي لا يندفع الصغار فجأة. ربما كنت حزينة وأنا بانتظارهما بالخارج. لكن لم لا؟ هو زوجي وله مطالب وحقوق. تكرر الأمر فيما بعد. لا رغبة لي بشيء. كنت قادرة فقط على دور الحارس … نعم يتكرر الأمر منذ اشهر”.
“… يعني ماذا تريديني أن أفعل؟ في السلم تزوجها وربما كان تزوج ثالثة أيضاً، وفي الحرب …”
ترد سمر بعصبية على استهجاني لسلوكها هذا وتصمت.
ملاحظة: من يود قراءة المادة على المنصة يرجى الضغط على اللوغو اعلاه.
One Response
للاسف …هي لا تحمل كثيرا معاني الحاجة التي هي ام الاختراع ..ولا سيما انها قصة تضيف المأساة على المأساة …انها العذاب السوري بماضيه وحاضره