وكالات
تتعرض النساء في أفغانستان، إلى خطر الحديث عن الجنس والغضب والحرب، والذي قد يؤدي بصاحبته إلى القتل، وهذا ما تعرض له أكبر مجتمع أدبي نسائي “ميرمان بهير”، ومقره كابول.
ويُعد مجتمع “ميرمان بهير”، رائدًا في مجال الأدب النسائي الذي مكن المرأة من مشاركة قصائد “لاندايز” التي تتكون من 22 مقطع في سطرين فقط، التي لطالما استخدمتها النساء الأفغانيات بشكل سري تعبيرا عن التمرد.
واجتذب المجتمع انتباه المجتمع الدولي من خلال الصحفية والشاعرة إليزا جريسوولد في العام 2012، وهذه ستكون المرة الأولى التي تتحدث فيها إليزا مع مؤسسة “ميرمان بهير”، ساحرة شريف، جنبًا إلى جنب عن المجموعة في المملكة المتحدة.
وستظهران كجزء من مهرجان يركز على موضوعات الحرب والصراع والقمع من الشعراء والفنانين من مختلف أنحاء العالم. ويشمل أعضاء المجتمع النساء المهنيات العاملات في الحكومة مرورا بالفتيات في القرى الريفية المعزولة المجبرات على المساهمة في السر.
وأوضحت جريسوولد أنَّ ظهور عمل “ميرمان بهير “على الساحة العالمية سيكون “خطوة تحولية” بالنسبة للمجموعة وتصورات الناس عن المرأة الأفغانية، مضيفةً: أنَّ هذه القصائد عن الحرب، وعن الحب، وحول الطائرات دون طيار، وعن الجنود الأمريكيين، وعن الجنس، وعن حجم عضو الرجل.
وأشارت إلى أنَّ تلك القصائد تظهر جانبا من حياة المرأة الأفغانية المخبئة أو لم يجرؤ أحد في أي وقت مضى في محاولة كشفها، يمكنك أن تطلق عليها انتفاضة لكنها أكثر من ذلك لأنها تظهر قوة هؤلاء النساء لجلب العار على الرجال.
وفي حين أنَّ القيود القمعية على النساء منعت غالبيتهم من القدرة على التعبير بحرية عن الآراء على أساس الجنس والشهوة، أصبحت “لاندايز” وسائل قوية للتعبير عن مشاعرهم وغضبهم.
ويرجع الفضل في ذلك إلى القيود الصارمة التي تفرضها حركة “طالبان”، إذ لا يزال الغناء يرتبط بالأخلاق الفاسدة والشعر يصنف بأنَّه “مخزية”، وهذا يضع النساء في خطر العقوبة أو حتى القتل إذا افتضح أمرها.
وبدعم من شريف وشبكة “ميرمان بهير”، بدأت جريسوولد مشروع لجمع اللاندايز المعاصرة من النساء الأفغانيات في جميع أنحاء البلاد للحفاظ عليها وتقديم قصصهم للعالم، التي تم نشرها أخيرًا في مجلد بعنوان “أنا متسول في العالم“.
وكجزء من مهرجان الشعر العالمي، سيكون هناك أمسية للاندايز، احتفاءً بكون القصائد منصة جديدة للمقاومة. وفي حين أنَّ شعبية “ميرمان بهير” تنمو، بيَّنت جريسوولد أنَّ الانقسام الأفغاني والمستقبل المظلم جعلها تشعر بقلق بالنسبة للنساء المعنيات.
وسيستضيف المهرجان الدولي للشعر هذا العام، والذي أسسه تيد هيوز العام 1967، 30 شاعرًا من أكثر من 10 دول من بينها العراق وفلسطين وإيران وباكستان.