فريق تحرير سيدة سوريا
حققت “شبكة حراس” خلال السنيتين الماضيتين حضوراً بارزاً في القطاع التربوي في سوريا، ليس لتفردهها بالعمل، بل بسبب الجدية والالتزام اللذين أبدتهما منذ تأسيها.
عن بدايات حراس وآليات عملها ومشاريعها، وحول شراكتها مع شبكة المرأة السورية التقت سيدة سوريا المدير التنفيذي لحراس السيد رياض النجم ومديرة قسم الدعم النفسي السيدة رهف الخيمي.
متى تأسست حراس، وكيف تم بناء فريقها؟
بدأت حراس كمبادرة قام بها مجموعة من الاختصاصيين التربويين والنفسيين في داريا بريف دمشق، واستمر نشاطهم حتى اضطروا للمغادرة نتيجة الحصار وشدة القصف، تفرقوا لكنهم استمروا بالتواصل والعمل عبر شبكة الإنترنت، وأسسوا “شبكة حراس” ضمن مشروع الحراك السلمي السوري، مستفيدين من ترخيصه في فرنسا. بدأت حراس بالعمل بشكل فعلي في 1 / 1 / 2013، وتتجه حالياً للاستقلال والترخيص في تركيا.
ما هو الهدف العام لحراس كمؤسسة مستقلة تسعون لترخيصها اليوم؟
هدف حراس هو كما بدأنا به، رؤيتنا بناء مجتمع يتمتع فيه الطفل بطفولة آمنة وسعيدة، وهذا لخيره وخير المجتمع، لأننا إذا نظرنا في بنية المجتمع، سنجده قائماً على الأسرة التي يشكل الطفل نواتها.
نعلم أن العمل مع الأطفال أسهل من العمل مع الكبار، تأسيس جيل مستقر نفسياً يتمتع بحقوقه الاجتماعية وتعليمه يضمن مجتمعاً مزدهراً في المستقبل، وهذه هي رؤية حراس التي لم تختلف منذ تأسيسها حتى الآن.
كيف يتم توزيع العمل في الفريق، وماذا عن مراعاة الجندرة والكفاءات؟
الأساس في “حراس” هو الكفاءات، ليس لدينا نسبة محددة للنساء في الفريق، نحن نشجع المبادرات المحلية، وعليه فحين نعمل مع فريق أي مدرسة (يضم حتماً ذكوراً وإناثاً)، نقوم بتأهيل الكادر، موزعين العمل حسب استعداد وكفاءة كل عضوفي الفريق.
لا نميز بين مدرب أو مدربة، بل نركز على الكفاءة، لدينا عدة مناصب في الإدارة العليا لسيدات، ونهتم حتماً بتوزيع جندري عادل، لكن الكفاءة في القدرة على العمليات الإدارية أو التنفيذية أولوية لا نميز فيها.
ماذا عن مجلة طيارة ورق وصلتها بشبكة حراس؟
“طيارة ورق” هي أحد مشاريع حراس، وهي مجلة نصف شهريةللأطفال، صدر منها هذا الشهر العدد 56. أهدافها حقوقية، توعوية وترفيهية أيضاً.لقد لاقت”طيارة ورق” صدى كبيراً، خصوصاً أنها توزع في عدة مناطق. حالياً لدينا توجه لطباعتها بلغة “برايل” للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ممن فقدوا بصرهم خلال الثورة السورية، وقد أطلقنا برومو خاصاً بها.
“طيارة ورق” لها فريقها الخاص، ضمن شبكة حراس، فهي مشروع متداخل مع الأقسام الإدارية في حراس، لكن لها فريق الرسامين والكتاب والمدققين الخاص بها، وعلى رأسه السيدة “أسماء بلاغ”.
ما المقومات والدوافع التي أسست للشراكة بين حراسوشبكة المرأة السورية في المشروع التعليمي القائم على كسر الصورة النمطية واستعادة الثقة؟
أحد المبادئ التي تعتمدها حراس وإحدى المسؤوليات التي تحملها على عاتقها بناء القدرات للمجتمع والمنظمات. اليوم نعمل في مجال الحماية الذي يعتبر جديداً على كل السوريين، كوننا لم نعهد هذا النمط من البرامج قبل الثورة، وقد حملنا على عاتقنا التدريب على هذا الموضوع، لدينا اختصاصيون، وقد تقاطعنا مع شبكة المرأة في الرؤية، كونهم يرغبون بتدريب شركائهم على هذا الموضوع، وأرادوا التوسع فيه، ونحن فريق يقددم هذه الخدمة، فالتقينا عند هذه النقطة وبدأنا بالعمل معاً، وكما تعلمون أن مجلة سيدة سوريا تغطي مشروع التعاون بين حراس وشبكة المرأة إعلامياً إعلامياً.
خارج إطار الشراكة، ما الذي أنجزه هذا النوع من العملفي الداخل السوري، مما يشبه ما ينفذ اليوم بالتعاون مع الشبكة؟
وصلنا لمرحلة يتم الطلب فيها من “حراس”أن تقوم بتدريب كوادر المدارس، وأن تدير بعض المشاريع التعليمية، السبب أننا ننطلق من احتياجات المجتمع المحلي، ومن إيمان كل جهة نعمل معها بأن موضوع الحماية والتعليم والدعم النفسي للأطفال هو مشروعهم وليس مشروع حراس، نحن نساعد الأهالي على تنفيذ مبادراتهم ولا نتملك المشاريع، هذا ما منح حراس ثقة كبيرة سواء من المنظمات أو المجتمعات المحلية، وجعلهم أكثر قدرة على تقبل الأفكار التي نطرحها.
وحين يتقبلون الأفكار يصبح هناك إيمان بضرورة برامج الحماية، عملنا في دوما، ونعمل حالياً في درعا بالشراكة مع “غصن زيتون”، هويفكرةجديدةلكن الناس تقبلتها وباتت تطلبها وتؤمن بأهميتها أكثر.
ماذا عن النتائج العملية المتوقعة من المشروع؟
لدينا خطة استراتيجية واضحة نعمل عليها، وبناء عليها هناك مخرجات سنوية محددة نقيمها، بالعموموبعيداً عن بناء القدرات،ما نعمل عليه بشكل ميداني يندرج ضمن ثلاثة محاور رئيسية هي: التعليم، الدعم النفسي والحماية. سياستنا حالياً هي دخول المنطقة وتأسيس مدرستين فيها، في دوما مثالاً أنشئت مدرستان تستوعبان 200 – 300 طفل، وأنشئ بعد ذلك “مكان صديق للطفل”، هو مكان يتم فيه تقديم خدمات الدعم النفسي ودمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال الطبيعيين، ويعمل مكتب الحماية (المركز الثالث بعد المدرسة والمكان صديق الطفل) على توثيق الانتهاكات، ويقوم بتدريبات للمجتمع، ويراقب عمليات الحماية، والعمل المسلح فيما يخص تجنيد الأطفال، وعند مصادفة حالات تجنيد لأطفال يقوم فريق حراس بالحديث مع المسؤولين، ومحاولة إقناعهم بإبعاد الأطفال عن التسليح. وقد لقينا ردوداً إيجابية، فهناك مجموعات استطعنا أن نستعيد الأطفال المسلحين من صفوفها وإعادتهم لمنظومة التعليم، ومعالجة مشاكلهم النفسية في الأماكن صديقة الطفل.
هذه هي الخدمات الملموسة على أرض الواقع، والتي يمكن توصيفها بأنها أهداف قريبة.
اليوم حراس لديها خمس مدارس، مكانين صديقين للطفل ومكتبي حماية، وحتى نهاية هذا العام سيزداد عدد المراكز، وعلى ما هو موجود يمكن قياس الملموس من العمل على أرض الواقع.
ما هي المناطق التي تمارس حراس نشاطاتها ضمنها؟
نحن ننشط في ريف دمشق الشرقي وإدلب، وحتى نهاية العام سيكون لدينا نشاط في درعا،هذا ما يتعلق بالمشاريع الميدانية، أما مشاريع بناء القدرات فنعمل عليها في كل مكان يتم الطلب فيه من حراس ذلك، حيث لدينا مدربون في كافة المناطق.
في الداخل السوري تعمل مجموعة كبيرة من المنظمات والجمعيات المدنية وغير الحكومية، ربما تحتاج إلى مكاملة جهودها، لتغطية أكبر مساحة ممكنة من حاجة السوريين، وتبادل خبراتها وتجاربها. وكلما نظرنا إلى كم العمل المقدم، وهو جهد كبير ومشكور، تنفتح مساحات أوسع من الحاجات استناداً إلى كم الدمار والخراب الذي يعاني منه المجتمع السوري في السنوات الأخيرة على كل الصعد.
بالتزامن مع مجلة “سيدة سوريا”