سيرين ملص
عندما ترينه تعلمين تماما كيف ستضجعين عليه.
سرير مسطح في آخره قضيبان فولاذيان شديدا التباعد كلّ في جهة من السرير، يحملان قطعتا بلاستيك نصف دائريتان مفتوحتان لاحتواء الرجلين. نفس الوضعية الدارجة المتخذة في الجنس من قبل النساء أو ما يسمى بوضعية “المهمة”.
في تلك اللحظة تتجمدين في مكانك. تجترين حجم الأزمة التي تمرين بها. هذه هي المرة الوحيدة التي تمشين فيها الى غرفة العمليات على قدميك …لا يسمع أحد صراخ ألمك …و لا يعرف أحد مكانك…لا زيارات بعد العملية و لا علب شوكولا أو ورود على منضدة سريرك. لا داعي للبيات أصلا في المستشفى … فمدة العملية 10 دقائق فقط… 10 دقائق تجربين فيها الموت عندما تفقدين الإرادة و الوعي تحت البنج…
تريدين أن تكوني قوية …تحدثين نفسك بأن هذا ما تريدين فعلا و أنه ليس ثمة رجل يستحق أن يراك عارية …وليسهناك ما يستطيع ثمة رجل أن يفهمه إلا جسدك وثناياه …ولاشئ آخر …
لا بد أن يكون لك الأولاد و الأحفاد الذين طالما حلمت بهم منذ نعومة أظافرك …و ثمن العائلة عملية ! إذا فليكن… من يرا روحي و قلبي من خلال غشاء خلبي …فليرضا بغشاء مرتوق! و ليحتفل بعفة دم جرح مقطوب…وليشبع “أناه” باختراق عذراء دمية…
تتمددين متوترة …لا ترتاحين …و من أين تجدين الراحة على مذبح ؟؟؟ ينظر إليك طبيبك مشفقا عليك و يطلب إليك الاسترخاء وأخذ الوضعية المناسبة فلا تحسنين ذلك …يبدأ بمساعدتك …يباعد بين فخذيك… تتأذين …ثمة اشخاص كثر في المكان …لا أريد الجميع أن …يروني… أن ينظروا إلي…هذا المكان لي وحدي!! لا أرغب أن يراه كل هؤلاء … الغرباء !! وتنهمر الدموع على وجنتيك ولاتعلمين الأسباب …لا عويل و لا نحيب فقط دموع…ينكسر شئ ما في جوفك …يقسم ظهرك للأبد …حتى أنك تكادي تحسي به يسقط …كما انت تسقطين الآن تماما
“أنت بخير؟” تهزين رأسك بالإيجاب …تبتسمين و تتمزقين …فقد هربت منك اليوم كل الأصوات … حين اقترنت بكل الويلات …تراودك لحظة “ماذا أنا أفعل؟!” لكنك تجيدين إخراسها …فلديك موهبة كل النساء التي تخولك للتعامل مع كل شئ و أي شئ بجملة “لا بأس ستنقضي هذه ايضا و سأحيا بعدها”…
كان ذلك في عيد الأم …21 نيسان …في عيد الأم …تقضي امرأة و تولد أخرى..مشوهة …