إعداد: جمانة علي
يرى القائمون على منظمة VAWG التي تعمل على الأراضي البريطانية من أجل حماية الإناث عامة من العنف، بأن هذه الظاهرة بحق النساء والقاصرات لهو خرق أساسي لحقوق الإنسان، ويطال أنثى من بين ثلاث إناث حول العالم.
وبحسب نشطاء في هذه المنظمة، تتعرض نساء وقاصرات للعنف والتمييز في جميع المجتمعات، لمجرد كونهن إناثاً.
وخلال مسيرة حياتهن، تواجه ملايين النساء والقاصرات عدة أشكال من العنف، بما فيها الاغتصاب والختان، والاستغلال والابتزاز الجنسي والزواج المبكر.
طيف من المشاكل
وغالباً ما تعاني الناجيات من العنف من طيف واسع من المتاعب والمشاكل، بدءاً من المعاناة النفسية والاكتئاب وصولاً إلى الإيذاء الجسدي والإصابة بالإيدز، والحمل غير المرغوب به.
ويمكن للعنف والتهديد به لمدة طويلة، أن يمنع القاصرات عن استكمال تعليمهن، والتمكن من اختيار أزواجهن، وتحقيق ما يسعين أو يحلمن بتحقيقه.
ولهذا السبب تسعي منظمة Action Aid لإنهاء العنف بحق النساء والفتيات الصغيرات حول العالم. وتعمل المنظمة مع هيئات محلية لمنع العنف ضد الإناث، ولخلق تغيير مستدام وطويل الأمد.
ومن الجوانب التي تركز عليها المنظمة:
- التحرش الجنسي
يعد التحرش الجنسي من أكثر أنماط العنف ضد النساء والقاصرات شيوعاً حول العالم.
وبداية من اللمس المرفوض إلى التعليقات الجنسية في الشوارع وفي أماكن العمل، يصبح التحرش نمطاً من السلوك الذي يسبب للضحية الشعور بالرعب أو الإذلال.
ولكن ما هو يا ترى تعريف التحرش الجنسي؟
يمكن للتحرش الجنسي أن يتخذ أشكالاً عدة، من ضمنها:
- شخص ما يطلق إشارات أو تعليقات مهينة.
- التحديق بجسد المرأة أو النظر إليها بخبث.
- ملامسة جسدية مرفوضة.
- شخص ما يعرض صوراً جنسية خادشة للحياء في وجود الضحية، أو في مكان العمل.
- تقديم عطايا مقابل خدمات جنسية.
وتشير أبحاث إلى شيوع التحرش الجنسي بالنساء والفتيات الصغيرات في جميع أنحاء العالم.
وقد عانت ثلاثة أرباع النساء في مدن المملكة المتحدة من العنف أو التحرش، وترتفع هذه النسبة إلى %79 في الهند، وإلى %86 في تايلاند، وكذلك في البرازيل.
وتشير دراسات أجرتها منظمة Action Aid إلى أن العديد من القاصرات يخشين يومياً من التحرش الجنسي.
تبعات التحرش الجنسي
يؤدي التحرش الجنسي لشعور الضحايا بعدم الأمان في محيطهن. وقد يعني هذا أن تضحي الضحايا بفرص التعليم والعمل، فضلاً عن الامتناع عن حضور الحفلات والنشاطات الاجتماعية.
كما قد تعمد النساء لتغيير طريقة ارتدائهن للملابس، وأسلوب تصرفهن، والطرق التي يسلكنها يومياً.
فعلى سبيل المثال في ساو باولو، حيث تهاجم النساء في الأماكن العامة بمعدل مرة كل 15 ثانية، أشارت %79 من النساء إلى أنهن يعمدن دوماً أو أحياناً لتغيير طريقهن لتجنب التحرش والعنف.
ورغم ذلك، لم تبلغ أكثر من ثلثي النساء حول العالم اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي الشرطة بما جرى معهن.
ويرجع سبب ذلك، وفقاً لما قالته %50 من النساء لشعورهن أن لا جدوى من الإبلاغ عن التحرش، فيما أشارت %29 من ضحايا التحرش إلى أنهن يشعرن بالمهانة أو الذنب. كما أعربت %28 منهن عن خشيتهن من الانتقام من قبل الأشخاص الذين تحرشوا بهن، وشعرن أن القانون لن ينصفهن.
التهميش الاجتماعي والفقر
ويقول باحثون في منظمة Action Aid أن النساء والقاصرات المهمشات غالباً ما يواجهن تمييزاً إضافياً استناداً لعوامل كالعرق والطبقة الاجتماعية والعمر والوظيفة أو أوضاع الهجرة أو الإعاقة.
فعلى سبيل المثال، قد تواجه نساء وفتيات من خلفيات اقتصادية فقيرة مخاطر إضافية في حياتهن اليومية، كأن تتعرض القاصرات اللاتي يقطعن مسافات طويلة في رحلتهن اليومية من وإلى المدرسة لمخاطر هجمات أو تحرش. والأمر نفسه ينطبق على نساء يعملن في مهن ضعيفة الأجور اللاتي قد لا تتوفر لهن الحماية اللازمة من التحرش في أماكن العمل.
وقد يفاقم أثر التحرش الجنسي من مشكلة الفقر، حيث تتضرر الضحايا من الأذى النفسي والبدني فيتغيبن عن العمل، فضلاً عن منعهن من البحث عن فرص أخرى، وقد يمنع التحرش الصغيرات من متابعة تحصيلهن الدراسي.
ما الذي تقدمه منظمة Action Aid لوقف التحرش؟
أقامت المنظمة، في بعض من أفقر دول العالم، نوادٍ ومنتديات لمساعدة الفتيات على معرفة حقوقهن، ولتطوير مهارات قيادية لتعلم كيفية السيطرة على أجسادهن.
كما تمول المنظمة شبكات لمنع العنف ضد النساء، ولمساعدة الضحايا على تحقيق العدالة وإنصافهن من تبعات التحرش الجنسي.
وتوفر المنظمة المشورة والدعم العاطفي للناجيات من العنف، بحيث يتعافين ويتمكن من بناء حياتهن من جديد.
كما يتم تدريب مسؤولين حكوميين وعناصر من الشرطة والعاملين في مجال الصحة ومستشارين قانونيين حول كيفية حماية الفتيات الصغيرات.
أربع أشكال من العنف ضد المرأة
عند النظر عن كثب إلى طبيعة أعمال العنف ضد المرأة، يمكن تقسيمها إلى أربعة أنماط:
- عنف بدني
- عنف جنسي
- عنف نفسي
- إهمال
وهناك عشرة أسباب للعنف المنزلي بين المتزوجين
مشاكل عقلية
الفقر والبطالة
ضعف التعليم
الإنجاب في سن مبكرة
السعي للاحتفاظ بالعلاقة
عوامل تاريخية
عوامل ثقافية
الدفاع عن النفس
إدمان الكحول
الشك في الخيانة الزوجية
ويقول باحثون أن كل من رأى أسرة دمرها العنف المنزلي قد يتساءل عما دفع شخصاً ما للتصرف بتلك الطريقة. ويقدم عدد كبير من مرتكبي جرائم العنف ضد النساء على ممارسة المنزلي المنزلي دون سابق إنذار. لكن بالعودة للتعرف على العوامل المساعدة على مفاقمة هذه الجرائم، والعمل على توعية المرأة بحقوقها ومساعدتها على طلب المشورة والمساعدة عند اللزوم، قد تتراجع هذه الظاهرة إلى حد ما، أو يمنع حدوثها من البداية.
خاص بـ”شبكة المرأة السورية”