الحلقة العاشرة والأخيرة: استنتاجات عامة
إعداد : أسامة العاشور
تذكر المؤرخة اليابانية تاكامور ايتسو (1894-1964) [1] أن “دور النساء في التاريخ كان نتاجا تاريخيا لنظام السيطرة الذكورية وليس قدرا محتوما لذلك يمكننا تغييره” وعرضت مراحل الاهتمام بقضايا النساء حتى نهاية الحرب العالمية الثانية
- حركة الدفاع عن حقوق المرأة مجسدة ب ماري ولستون كرافت(1759-1797) [2]
- النسوية الاصلاحية مجسدة بالسويدية إيلين كي (1849- 1926)[3]التي أكدت على الأهمية الاجتماعية للاختلافات البيولوجية بين النساء والرجال وعلى أهمية النشاط الجنسي وأن الحب يجب أن يكون أساس الزواج
- حركة حقوق المرأة الجديدة تركزت في الاتحاد السوفياتي “تبعية المرأة ستحل عبر تحررها الاقتصادي”
- النسوية الجديدة (الفوضوية)التي جمعت الحرية الاقتصادية وحرية الحب وإلغاء نظام الزواج الأحادي وتسعى إلى التحرر من كل أساليب سلطة الدولة
ترى المؤلفة كوماري جايا واردينا في خلاصة دراستها عن الحركة النسوية في العالم الثالث أن
- الدراسات التي أرخت للحركة النسوية كانت إما أسيرة الاستشراق (أي عكس الواقع الآسيوي عبر موشور المواقف الغربية ) او أسيرة مفكري الحركة القومية الذين يضفون طابعا رومانسيا على الماضي (بادعاء ان النساء كنّ فيه حرات والدفاع عن التقاليد الدينية للبلد باعتبارها جزءاً من الهوية الوطنية ) وان البيانات المثالية للنصوص الدينية حول النساء في وقت ما مضى كانت تناصر تحرير المرأة وتعكس بصمة بلدهم من الدين الصحيح على خلاف المعتقدات الزائفة في البلدان المجاورة ، ولكن الصحيح ان النساء في جميع هذه المجتمعات كنّ موضعا للظلم
- تطورت المجتمعات التقليدية وما كان لها ان تتطور إلا بفضل نمو الرأسمالية وتوسعها وحاجتها إلى أسواق جديدة ، وأدى التدخل الغربي في هذه البلدان إلى ظهور الحركات القومية ،
- أدخلت الرأسمالية النساء في المجال العام وفي الإنتاج الاقتصادي والقومية دفعتهن إلى المشاركة في الحياة السياسية لمجتمعاتهن
- تشربت شرائح من البورجوازية النزعة الإنسانية والليبرالية والقومية بسبب التعليم والاحتكاك بالفكر السياسي الأوربي وحفزتها لخوض نضالات من اجل الحكم الذاتي والاستقلال الوطني
- نشأت شرائح بورجوازية محلية تضاربت مصالحها مع مصالح القوة الإمبريالية المستعمِرة فانطلقت في نضالات من أجل الاستقلال الوطني و تأسيس دول ذات إحساس قوي بالهوية الوطنية وفي بلدان أخرى كانت البورجوازيات أكثر اعتمادا على الخارج وكانت الهويات الوطنية نصف متشكلة ، ونادرا ما تجاوزت المستوى الثقافي
- كانت مشاركة النساء في النضالات القومية نتيجة مباشرة للاتجاه التحديثي وأول ميدان سياسي تنخرط فيه النساء بوصفهن جماعة فالشرق القديم كانت له حصة من النساء الاستثنائيات –حاكمات وملكات محاربات – لكنهن كن أمثلة معزولة على نساء ملأن الفراغ حين لم يتوفر خلفاء ذكور
- ضمن النضالات من اجل الاستقلال الوطني ، كان هناك برنامج نسائي خاص يتضمن إلغاء الشرور الاجتماعية والممارسات الإقطاعية والنضال من أجل الحقوق الديموقراطية للنساء وحق الانتخاب و شكلت النسوية في آسيا قوة مهمة للتغيير الاجتماعي في أواخر القرن 19 وأوائل القرن العشرين
- كانت الإصلاحات التي تضمنت تحرير النساء من القيود الاجتماعية ما قبل الرأسمالية وإعطائهن حرية الحركة وإخراجهن من عزلتهن وتسهيل عملهن خارج البيت متناغمة مع استراتيجيات الأشكال الرأسمالية من الإنتاج الاقتصادي والأيديولوجيا الرأسمالية واعتبر بعض القادة القوميين أمثال “مصطفى كمال و فوكوزاوا” الحرية الاجتماعية للنساء احدى نقاط قوتهم واشركوهن في النضال القومي وبحكم رجولتهن ركزن على التغييرات السطحية مثل نبذ الأزياء التقليدية وارتداء الأزياء الأوروبية وتقليد آداب السلوك الاجتماعي الغربية وأساليب الحياة والاستجمام لكن الدافع إلى توكيد هوية وطنية كان الأعمق تأثيرا ودفعهم للعودة إلى الجذور الدينية والثقافية وتعديلها بما يتوافق مع مثال الحرية الذي ولدته الرغبة في التحديث وظلت تلك الإصلاحات سطحية ولم تؤثر في وعي النساء عموما بسبب الممارسات التقييدية للطبقة العليا والتضييق على الوعي والنشاط النسوي
- ان الأثر الصافي لجميع هذه النزعات هو إبقاء النساء ضمن الحدود التي اختطها الإصلاحيون والقادة الذكور ولم تفض إلى تحقيق المساواة والعدالة مما سمح للفوضويات في اليابان والثوريات في الصين وفيتنام والاشتراكيات في باقي الدول الآسيوية التشكيك بدور البورجوازية التقدمي والتحرري
انتهى
[1] تاكامور ايتسو (1894-1964) شاعرة يابانية وناشطًة وكاتبًة ونسويًة وأناركيًة وعالمة أعراق بشرية ومؤرخًة.انضمت إلى المجموعة الأناركية النسوية (Musan Fujin) ، وفي عام 1930 ، أسست المجلة الأناركية النسوية Fujin Sensen(جبهة المرأة) التي تم إغلاقها في يونيو 1931 ، ، نشرت عدة كتب منها (أصل الحب) في عام 1926 ،و[1]كتابها الموسوعي “دراسة النظم الأمومية: تاريخ المرأة في اليابان العظمى ، في 14 مجلد عام 1963
[2] ماري وولستونكرافت (.مدافعة عن حقوق المرأة ” أن النساء لسن أقل شأنا من الرجال، ولكنهن يبدون كذلك فقط لأنهن يفتقِرن إلى التعليم . ويجب مُعامَلة كلاً من الرجل والمرأة على أنهما مخلوقان رشيدان، يصنعان نظام اجتماعي يقوم على العقل.” كتبت خلال حياتها القصيرة، عن تاريخ الثورة الفرنسية، وعن وأدب الأطفال وأدب الرحلات،
[3] إلين كارولينا صوفيا كي نسوية سويدية: مناصرة لحقوق المرأة وحقها في.الاقتراع كاتبة في العديد من الموضوعات في مجالات الحياة الأسرية والتعليم وكانت شخصية مهمة في حركة الاختراق الحديثhojvhr p+de و من أوائل المدافعين عن نهج يركز على الطفل في التربية والأبوة والأمومة،