إن جوهر عملية اعادة الاعمار في سورية هي اعادة إعمار الانسان و تعزيز وتفعيل مشاركة النساء السياسية والاقتصادية والمجتمعية لأنه غالبا ما يتم اختزال هذه العملية الى بُعدٍ اقتصادي للالتفاف على عقوبات قانون قيصر -كما يفعل النظام السوري- عبر عقد مؤتمر لعودة اللاجئين وإعادة الإعمار وإجراء انتخابات رئاسية شكلية في أيار 2021 خارج استحقاقات العملية السياسية ، أو لخدمة مصالح فئة ضيقة من السكان كما تفعل سلطات الأمر الواقع ، وفي جميع الحالات تتخذ هذه العملية طابعا ذكوريا يتم بموجبها تهميش واستبعاد النساء
أقامت شبكة المرأة السورية في اواسط نيسان 2021 جلسات نقاش مركزة مع العديد من الناشطات والفاعلات الاجتماعيات لتحديد احتياجات النساء في الشمال السوري لما يسمى بعمليات التعافي المبكر و إعادة الاعمار ومن ثم ناقشن سبل الاستجابة لهذه الاحتياجات مع مجموعة من الخبيرات /اء الاقتصاديات /ين الجندريات /ين وخرجن بمجموعة توصيات منها: ضمان مشاركة النساء بشكل فاعل بنسبة 30% كحد أدنى في حزم التعافي الاقتصادي واعادة الاعمار ودمج الصحة الجنسية والإنجابية بالرعاية الصحية الأولية ، و زيادة التمويل لمشاريع الصحة والتعليم وسبل العيش ،وتمكين النساء من الوصول الى سوق العمل في كافة المجالات وعلى قدم المساواة و ضرورة وضع سياسات حماية للنساء في الادارات والمؤسسات و مراكز العمل وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهن وتضمين القوة العاملة النسائية و قدرات المنظمات النسوية ومنظمات المجتمع المدني المحلي كمورد اساسي لعملية إعادة الإعمار لأنه لا يمكن لأي خطة نهوض مجتمعي ان تتم بدون مشاركة النساء الفاعلة و لا يمكن للنساء التخلي عن استقلاليتهن الاقتصادية بعد عشر سنوات من النزاع في سورية مارست المرأة خلالها أدواراً جديدة ونوعية بالإضافة إلى أدوارها التقليدية
ودَعَونَ الى القيام بحملة مناصرة لإصدار وثيقة ملزمة لجميع المجالس المحلية وكافة الإدارات الحكومية وجميع المنظمات و المؤسسات في الشمال السوري بتضمين أنظمتها الداخلية سياسات حماية حساسة للنوع الاجتماعي،واشراك النساء بنسب مساوية للرجال في الأماكن القيادية
ان المشاركة الفاعلة للنساء السوريات والمساواة الكاملة مع الرجال في الحقوق والواجبات والفرص في جميع المجالات هي المدخل الضروري الى العدالة و بناء السلام المستدام والديموقراطية و اعادة الاعمار في سورية