ناقش جمهور النادي السينمائي، في شبكة المرأة السورية (نساء شمس) مخرج فيلمٍ ذاكرة باللون الخاكي، الفنان السوري “الفوز طنجور”، في تفاصيل الفيلم ورؤيته الإخراجية وطريقة اختياره للشخصيات، ضمن فعاليات نادي السينما في الشبكة.
ويتحدث الفيلم عن اللون الخاكي الذي ألقى بظلاله على علاقات السوريين وحيواتهن وذاكرتهم الجمعية، لخمسين عام، فهو اللون المرتبط بالعسكرة والديكتاتورية والمعارك اليومية التي تطحن السوريين منذ عقود، حاول المخرج أن يجسد على لسان شخصياته ما تعجز عنه الكلمات، فعرض قصصاً واقعية لشخوص حقيقية دون ميلودراما في حضور خاص لكل التفاصيل الجميلة في سوريا، من ساعة حمص إلى جسر دير الزور.
وفي جلسة مفتوحة استمرت لساعتين عبر تطبيق السكايب استهل الفوز طنجور حواره مع نساء شمس بالقول “أردت أن أقدم شكلا مختلفا للخطاب، إذ إن السينما راقية وتحاكي أحاسيس الناس في أماكن مختلفة، اخترت التصوير مع شخصيات أعرفها بالفعل أكون قادراً معها على الغوص في الأعماق والتحرر من رهبة الكاميرا بحكم المعرفة القريبة بهم”
ويجسد الفيلم مقولة مفادها لو أراد السوريون للخاكي ألا يعود فليذكروا شهداء سوريا ومعتقليها فليقاوموا نسيانهم وليذكروا دائماً لماذا استشهدوا، ولماذا اعتقلوا.
ومن المداخلات التي وردت ذكر عماد عزوز ” لقد حرك الفيلم فينا الكثير من الغصات والدموع، خاصة عندما نلتقي بشخصيات نعرفها في الفيلم، واعادنا إلى حقبة الثمانيات ولكنه ركز على سير شخصيات من تيار اليسار و لم يتناول تجارب من (معتقلي الأخوان الذين نختلف معهم) لكنهم عانوا الأسوأ أيضا كمعتقلين”
أجاب المخرج ” الفيلم ليس فيلما استقصائياً والاختيار كان خيار شخصي أخترت الشخصيات بموجب علاقتي معهم لأستطيع سبر أغوارهم والحديث معهم و قد اخترت خالد ابن حماة الذي تحدث عن معاناة أمهات المعتقلين /لات و من الواضح أنه كان يتحدث عن معاناة الأخوان وخاصة عن والده الذي فقد عينه على يد عسكر النظام”
سميرة زعير قالت “أشكر المخرج لجعلنا نرى شخصيات اشتقنا لها بالفعل مثل شخصية أماثل التي أعرفها عن قرب والتقيتها منذ زمن بعيد، لقد شاهدته مرتين، ولدي فضول لأعرف تعليق المخرج عن المحاكمات التي تجري في أوروبا لذوي البدلات الخاكي من مجرمي الحرب ”
أجاب طنجور”لقد انتفض السوريون في عام 2011 من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وبالتالي فأنا مع العدالة لجميع الناس فالقانون يعطي الأمان للناس والبيئة الواعدة بالديمقراطية كفنان أتكلم لغة تختلف عن لغة السياسيين ولكني مع محاكمة كل من تورط بنقطة دم سورية”.
وعلقت وجدان ناصيف “رغم اختلاف أزمنة الشخصيات وأمكنتها إلا إنها بالفعل كانت تقول قصيدة واحدة ووفقاً لريتم واحد يعزفون إيقاع قصيدة واحدة، أعجبتني طريقة إمساك المخرج بكل خيوط القصة بالفعل أذهلني الفيلم والتعبير، لقد كان الفيلم جزءا مهما من سردية سورية التي قد نتفق معها أو نختلف”
وتحدث المخرج عن دلالة اللون الاحمر الذي يتكرر في الفيلم في لون الرمان التي تفرط حباته المتخفية اماثل والبالون الذي يرتفع في مظاهرة سوق الحميدية وكنزة الطفل الذي يركض وسط الحقل في نهاية الفيلم كاشارة الى غرق ثورتنا السلمية بالدم والثمن الفادح الذي يدفعه الشعب السوري وسيدفعه للخلاص من اللون الخاكي.
وشارك الفيلم الذي يتناول علاقة السوريين باللباس العسكري (الخاكي) في “مهرجان لايبزيغ للأفلام الوثائقية والأنيميشن” وفي “المسابقة الرسمية في مهرجان مونبلييه الدولي لأفلام البحر المتوسط” في فرنسا، كما نال جائزة عمدة المدينة في “مهرجان ياماغاتا العالمي للسينما التسجيلية” في اليابان، وجائزة أفضل إخراج عن فئة الأفلام الوثائقية الطويلة في مهرجان “مالمو” للسينما العربية في السويد. كما حصد جائزة “ريشة كرامة” لأفضل فيلم وثائقي في عمان .
وكشف المخرج عن تحضيره لفيلم سينمائي جديد أبطاله شخصيات أوروبية مع شخصية واحدة لامرأة سورية محورية تدور الاحداث حول صراعها في داخل البلد وهروبها منه ، ومعاناتها في البلد الجديد الذي وصلت اليه.
One Response
مقالات جميلة وحوارات مهمة …شكرا كريمه ولكل القاءمين على ورشات شمس ونشاطاتها.