Search
Close this search box.

عزة البحرة: أنا إمراة مقاتلة ساموت وانا هذه المرأة … لن أفكر بترشيح نفسي لرئاسة سوريا

عزة البحرة: أنا إمراة مقاتلة ساموت وانا هذه المرأة … لن أفكر بترشيح نفسي لرئاسة سوريا

نشات الفنانة الجميلة عزة البحرة من عائلة دمشقية، والدها الكاتب والصحفي نصر الدين البحرة.. والدتها الفنانة التشكيلية والنحاتة عصام ميرزو.. درست في معهد الاعداد الاعلامي /صحافة/ تخرجت عام 1982 ، وصلت في دراسة الحقوق للسنة الثالثة ولم تستطع متابعة الدراسة في كلية الحقوق بسبب عملها في الصحافة آنذاك في جريدة الثورة وعبء الأعمال البيتية لكونها أنجبت حينها ابنها سعد.. سعد خريج المعهد العالي للفنون المسرحية “ممثل” ,,وسلوى ابنتها الماكييرة في الوسط الفني. وقد رشحت لجائزة لماكياج عام 2010 في مهرجان أدونيا للأعمال الدرامية. دخلت الفنانة عزة في الوسط الفني بفيلم” ليالي ابن آوى” للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد.. ثم شاركت بمسلسل “البركان “.للمخرج محمد عزيزية.. شاركت في الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية والكثير من المسلسلات الاذاعية.. وخاضت تجربة الدبلجة في العشرات من المسلسلات المدبلجة من التركية الى العربية.. والكثير من الأعمال الدرامية التلفزيونية منها على طول الأيام والتغريبة الفلسطينية، كان آخر الأعمال وراء الشمس للمخرج سمير حسين ومسلسل ليس سرابا للمخرج مثنى صبح.. ومسلسل لورانس العرب والهروب للمخرج ثائر موسى زوج الفنانة عزة. وكان “الهروب” آخر عمل لها، وأخر مشاركاتها في عام 2010 حيث بدأت الثورة بعد ذلك في 15/3/2011 وكان ذلك التاريخ هو في العادة يعتبر بداية للموسم الدرامي في سوريا.. حيث تم مقاطعة الفنانين المؤيدين للثورة في بيان أنجزه المخرج نجدت أنزور ووقعت عليه بحدود 21 شركة للانتاج حيث وافقوا على مقاطعة كل الفنانيين الذي اعلنوا عن مواقفهم ضد النظام. كانت الفنانة عزة من أوائل الفنانين الذين وقفوا مع الثورة ودعمتها بكل إمكانياتها وطاقتها مع وزوجها المخرج ثائر موسى.. شاركت في الثورة بحركة “معا” وهي تنظيم مدني سياسي.. من أجل سوريا حرة ديمقراطية.. وانتخبت رئيسة الحركة لمدة عام تقريبا حتى شهر 12/ 2013 شاركت في المؤتمر التأسيسي لشبكة المرأة “شمس” وحاليا رئيسة لجنة العلاقات العامة في شمس.. شاركت في تأسيس مؤتمر “كلنا سوريون” وكانت في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول.. رئيسة “رابطة سوريات” التي كانت. من مؤسسيها في القاهرة.. وشاركت في عدة مؤتمرات للأمم المتحدة حول حقوق المرأة. كان اول لقاء لي مع الفنانة والصديقة عزة في القاهرة ، كان اللقاء الاول والانطباع الاول في غاية الجمال لروحها المرحة وكونها محاورة ذكية وسيدة المواقف الحاسمة.. أثناء خروجنا معاً للاماكن الاثرية بكل بساطة كانت تخرج صندويشة من حقيبة كانت تضعها على ظهرها وتتناولها، كنت حينها أفكر: ترى كم فنانة عربية لديها بساطة هذه السيدة الجميلة. فيما بعد التقيت بها في استوكهلوم في مؤتمر شبكة المراة السورية ومرة اخرى التقيت بها في القاهرة مع زوجها الاستاذ ثائر، بقي ذاك الانطباع الاول الجميل، كان لابد ان اجري هذا اللقاء الجميل مع الفنانة والناشطة عزة البحرة لانها من نساء بلدي اللاتي افتخر بمواقفهن كسوريات مميزات.

عادة السنوات الاولى في حياة الانسان تلعب دوراً عميقاً في مجمل حياته.. ترى ماذا نستطيع ان نتخيل عن الطفلة عزة وهي تتنقل في مكتبة والدها ولوحات والدتها.. تلك الاجواء الانيقة التي رسمت ملاح فنانة سورية مميزة؟

كانت تلك المرحلة من أكثر المراحل في حياتي جمالا.. أسست فيها ودون أن أكون واعية وبدون تخطيط لما أنا فيه الآن.. شكلت تلك المرحلة بالنسبة لي الخزان الذي أعود إليه دائما.. هي مرجعيتي.. وذاكرتي.. اسميها مرحلة الفراشة.. والتي كنت أتنقل فيها من رف إلى رف في مكتبة والدي الضخمة.. الكتب كانت على ثلاثة صفوف “وكنت دائما ماأبحث في العناوين غير الظاهرة في المكتبة.. والكثيرة.. طبعا بالبدايات كنت أبحث عن الروايات من الأدب العالمي.. قرأت نقريبا كل ماكتبه الأدباء الروس والفرنسيين والانكليز” وتعرفت على نجيب محفوط ويوسف ادريس وغيرهم الكثيرين الكثيرين.. وبعدها انتقلت للمرحلة النظرية وصرت أبحث في الفلسفة والنظريات.. والتاريخ.. التاريخ كان يجذبني كثيرا.. من خلاله تتعرفين على آلية تحرك المجتمعات وإعادة البناء..

الانتقال من عالم الصحافة الى عالم التمثيل.. عالمان في غاية التعقيد.. الصحافة يعني ان تلعبي دور الكاميرا وتتعاملين بحيادية مع الاحداث، مهمتك واضحة، لكن التمثيل يعني ان تجسدي دوراً ربما دورا سلبيا او ايجابيا وتستطيعي اقناع المشاهد بشخصيتك، ما هي المصاعب التي واجهتك عندما قررت الانتقال من العمل الصحفي الى فن التمثيل؟

برأي هما عالمان يكمل بعضهما الآخر.. في الصحافة أنت تطرحين الأسئلة على الشخص المقابل وهو يجيبك.. و عملية البحث والمعرفة والوصول لنتائح هما الدافع لعملك.. أما في التمثيل فأيضا أنت تطرحين التساؤلات من خلال الشخصية التي تجسدينها سواء أكانت سلبية أم إيجابية.. ولكن بدلا من أن تطرحين أسئلتك على شخص كما في الصحافة تطرحينها أمام جمهور طويل عريض من المتلقين.. وعوضا من أن تتلقين الاجابة فورا وحالا.. تنتظرينها من رد فعل الجمهور المتابع لاحقا.. برأي الدافع هو ذاته ولكن بأدوات محتلفة.. التأثير بالمجتمع وطرح التساؤلات هو هدف المهنتين.. أما عن الصعوبات.. فكانت بالبداية هي رهبة الكاميرا وهيبتها.. في الصحافة أنت وراء الكاميرا.. أما في التمثيل فأنت بالمواجهة المباشرة أمامها.. واحتجب لفترة لابأس يها لاكتسب الخبرة والمران.. فالوقوف أمام الكاميرا مسؤولية كبيرة وخطرة.. على الأقل بالنسبة لي…

دائماً نسمع بين المراة الناجحة في عملها لابد ان تدفع ضريبة باهظة من خلال حياتها الشخصية، برأيك لأية درجة نستطيع تعميم هذه المقولة في حياتك كاعلامية وفنانة؟

azzaالحقيقة انها عملية متعبة جدا.. خلق التوازن وتحقيقه.. فالمجتمع أعطى للمرأة حقها في ممارسه عملها خارج المنزل إلا أنه لم يقدم لها التسهيلات اللازمة لاراحتها.. بالاضافة لعدم تجاوب الرجال بالعموم مع حقها بممارسة مشاركتها في عملية بناء المجتمع وبناء شخصيتها أيضا.. فوقع على عاتقها عبء المل في الخارج والعناية بالبيت وبالأولاد وبالرجل دون أن يقبل التنازل عن أي حق مما بعتبره حقا من حقوقه بما فيها أن تقوم الزوجة العاملة من مكانها في جلستها البسيطة بعد انقضاء يوم متعب ومرهق لتجلب له كأسا من الماء وهو يتابع برنامج تافه عالتلفزيون.. بالنسبة لي الضريبة الشخصية التي دفعتها هي الارهاق والتعب.. وزيادة عبء المسؤوليات وفي الحقيقة لا اعتبر نفسي من النساء اللواتي دفعن ضريبة كبيرة.. لأنني كنت دائما سيدة نفسي طوال حياتي ولدي من القدرة على اتخاذ القرارمهما كان قاسيا وصعبا كي لا أفقد مواقعي وما وصلت إليه…

ما هي الشخصية التلفزيونية او السينمائية التي شعرت بأنها عاشت بداخلك فترة طويلة واستطاعت ان تلعب دوراً ايجابيا في حياتك الشخصية ؟

شخصية “ميريل ستريب” في العديد من أفلامها.. أدوارها منتقاة وغالبا ما تكون عن المرأة الضعيفة نتيجة ضغوط لمجتمع وتأثيراته والمتحولة الى أمرأة قوية تدافع عن حقوقها وإنجازاتها.. وفيلم مشاهد من حياة زوجية للمخرج بيرغمان.. أثر بي هذا الفيلم لسنوات وسنوات… وكانت صورة المرأة المهزومة والتي لاأحب أن أراها أو أعيشها أبدا في حياتي في أحد مشاهد الفيلم.. عندما اعترف لها زوجها بأنه يحب أمرأة غيرها وقامت من السرير وذهبت الى المطبخ لتحضر شيئا تشربه.. لا أنسى أبدا مشيتها من الفراش للمطبخ حيث انقلبت من امرأة تضج بالحياة الى امرأة مهزومة مرهقة تبحث عن نفسها.. صورتها دائما ببالي من اللحظة التي شاهدت فيها الفيلم عام 1986 وحتى هذه اللحظة.. لا أريد أبدا أن أكون هذه المرأة. ولاأقصد بحقيقة الأمر أنها المهزومة بسبب اعتراف زوجها لها بحب أمرأة أخرى.. فأنا أقصد المرأة المهزومة عموما بالحياة.. ومن المجتمع.. ومن الظروف… فأنا اعتبر نفسي امرأة مقاتلة وسأموت وأنا هي هذه المرأة.

أن تمثل يعني ان تعيش حياة اخرى ولو لفترة زمنية، هل العمل في التمثيل مغامرة عذبة؟ ام هي مجرد مهنة مثل أي مهنة في الحياة؟

الحقيقة أننا قد نعتبره مرة مغامرة عذبة وفي مرات أخرى قد نعتبره مجرد مهنة كاذبة.. حسب المكان الذي تنطلقين منه في تلك اللحظة.. أحيانا يعرض عليك المشاركة بعمل قد تكون الشخصية رائعة التي ستجسدينها والأشخاص المشاركين لك بالعمل رائعين وفي أحيان أخرى قد لا تحصلين على هذه الشروط إلا أنها بالعموم مهنة غير تقليدية.. متغيرة دائما ومع أشخاص جدد وأماكن تصوير مختلفة وأدوار جديدة…

أنت كرئيسة لجنة العلاقات العامة في شبكة المراة السورية، برايك هل ما يحدث من حوارات وانسحابات بعض العضوات وضع صحي، برايك كيف تستطيع مجموعة من خيرة نساء سورية العمل معاً في اهم تجمع مدني نسائي؟

نحن مجموعة كنا بعيدات عن العمل الجماعي والمنظم و نكتشف بعضنا البعض.. ومن الطبيعي جدا أن يكون هناك خلافات وسوء فهم وخاصة بالمرحلة التحضيرية.. ولكننا نحاول تنظيم العمل والابتعاد قدر الامكان عن الخلافات لتوحيد عملنا وجهدنا.

نحن كلجنة اعلامية في الشبكة كنا نتابع باهتمام تدخلاتك وحسمك في الوقت المناسب في كثير من الامور العالقة في الشبكة، برأيك ما هو المطلوب من عضوات الشبكة للحفاظ على اكبر تجمع نسوي سوري؟

المطلوب حسن النية وعدم سوء الظن بالأخريات.. وفتح الأفق للتعاون البناء والمجدي للوصول بالمرأة الى المكانة التي نبتغيها.

سيسقط بشار لا محال، ربما الكثير من الشخصيات السياسية والمدنية سترشح نفسها، هل فكرت ان ترشحي نفسك لرئاسة سورية، باعتبارك امراة قوية ولك كاريزما وقوة حضور؟

بصراحة لم أفكر أبدا.. فهذه مسؤولية كبيرة جدا وموضوع متعب ومرهق.. وأنا أعمل مع مجموعة من النساء وتعبت.. فما بالك مع دولة.. وجماهير.. ومتطلبات.

إعداد وحوار: أمينة بريمكو

خاص بشبكة المرأة السورية

16-11-2013

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »