هل يعتبر الاغتصاب وسيلة تعذيب؟

هل يعتبر الاغتصاب وسيلة تعذيب؟

رقية العبادي

تنشر هذه الشهادات بالاتفاق مع:   حلقة  سلام عنتاب شيكة انا هي

منذ أن اخترع الحكام السجون السرية وأدواتها في التعذيب والقمع والتحقيق، اتبعوا أساليب مهينة ليجروا بها خصومهم لأقصى حالات الانحطاط التي قد يشعر بها أي إنسان، كل ذلك لكسر شوكة الإنسان ودفعه مجبراً على البوح بكل ما يملك من معلومات.

يعتبر اغتصاب النساء إحدى وسائل التعذيب الأكثر وحشية وقسوة على مرّ التاريخ، وللإغتصاب حالات عدّة، فقد تؤخذ فتاة ما من دارها لتغتصب أمام قريب لها كي يجبر على البوح صاغراً، وقد تكون الفتاة مستهدفة بذاتها، فتتعرض لأشد أساليب التعذيب والإغتصاب، وأيّاً كان الهدف من الإغتصاب؛ فالتصرف يعبّر عن حالة همجية اكتست عقل السجّان وحياته، ولهذا قد لا يغدو الإغتصاب أكثر من إفراغ لشهوات حيوانية سكنت روح المحقق.

تشير الإحصائيات في سوريا على أن النظام اعتقل ما يزيد عن 120 ألف شخص، بينهم أكثر من 8000 امرأة، وذلك منذ انطلاق الاحتجاجات في آذار/ مارس من عام 2011.

وتؤكد الإحصائيات بأن المئات من النساء اللواتي تم اعتقالهن تعرضن للإغتصاب داخل سجون النظام، ولكن يعدّ الحصول على أرقام دقيقة عن أعداد المعتقلات المغتصبات يكاد يكون مستحيلاً، وذلك بسبب محاولات التعتيم التي تقوم بها السيدات بعد خروجهن من المعتقل، وهذا نتيجة للظروف الإجتماعية التي تفرضها العادات والتقاليد.

وبعد حوارات مطولة مع العديدات ممن تعرضن للاغتصاب، تعدّ حالة الإغتصاب الجماعي وإذلال المساجين الرجال والذين يجبرون على مشاهدة المأساة هي الرابط المشترك الأكبر بين جميع من أدلى بشهادته عن حالات الإغتصاب التي وقعت خلال فترات الإعتقال الطويلة.

وبالتأكيد لم تقتصر محاولات الإستغلال الجنسي فقط على المعتقلات؛ فهنالك الكثير من الحالات المسجلة في مناطق سورية مختلفة وأخصّ بالذكر المناطق المحاصرة، والتي يحاول فيها ضباط وعنصار تابعين لقوات النظام السوري المقايضة بين الجنس والطعام.

لليوم وبعد الكثير من الدارسات التي أجرتها العديد من المنظمات الإنسانية ك “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” لا يعرف بشكل دقيق عدد النساء اللواتي لايزلن داخل أقبية المخابرات السورية، ولكن بالتأكيد العدد يزيد عن المئات أو الألوف، ولا تزال حالات التحرش والإغتصاب مستمرة، ويومياً تسجل حالات جديدة وشهادات مختلفة والتي تسعى دائماً منظمات دولية ومحلية لتوثيقها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »