Search
Close this search box.

علا هداية: السورية التي أذهلت الأمريكيين وأصغر طبيبة

علا هداية: السورية التي أذهلت الأمريكيين وأصغر طبيبة

كانت علا هداية دائماً الأصغر. بدأت المدرسة الثانوية في سن الحادية عشر، وتخرجت في سن الخامسة عشر، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة روتجرز قبل أن تبلغ الثامنة عشر. لذا عندما تخرجت هداية من كلية الطب، وأصبحت طبيبة في سن الواحد والعشرين، لم يكن دخولها برنامج التوليد وأمراض النساء في مدرسة روتجرز روبرت وود جونسون الطبية قبل أن تبلغ سن الـ 22  صفقة كبيرة.

على الأقل، ليس بالنسبة لهداية.

قالت هداية- التي ترعرعت في برينستون وهي من بين أصغر الأطباء في البلاد: “أن تصبح طبيباً هو تحدي مرهق بغض النظر عن عمرك. وأن تكون قادراً على تحقيق ذلك هو إنجازي الأكبر. وأنا أنسى غالباً أنني الأصغر”

وهنا قالت علا هداية: الرجل وراء تصميم هداية الثابت في حثها لمهنة الطب، هو والدها ذو الأصل السوري، وهو طبيب أيضاً، الذي شجع عاطفة ابنته نحو مهنة الطب منذ صغرها.

بينما كانت والدتها – وهي ربة منزل، تحمل شهادة في الهندسة الميكانيكية – تقضي وقت ما بعد المدرسة تعليم ابنتها الرياضيات المتقدمة ومهارات العلوم وكيفية التفكير التحليلي منذ أن كانت في سن الثامنة، و كان والدها هو من أقنع المسؤولين في المدرسة بالسماح لها بتخطي الصفوف وأخذ مناهج متقدمة.

قالت هداية: “إقناع المدارس كان من أكبر التحديات في كل هذا. لو لم يكن والديّ مثابرين للغاية عليّ، لما حدث شيء، ليس لقلة ذكائي، ولكن لأن تقدمي سيكون أبطأ بالتأكيد”.

تخطّت هداية الصف الثالث والخامس والسابع، وبدأت المدرسة الثانوية في سن الحادية عشرة. وتصف نفسها في ذلك الوقت بأنها شخص مولع بقراءة الكتب.

قالت هداية التي أصبحت مهتمةً أيضاً بالرسم والرسوم المتحركة: “لدي ذكريات عديدة على واحدة من أرائك المكتبة – عادة في الأيام الممطرة – لاستراق النظر في قراءة سريعة لرواية لهاري بوتر أو جين أوستن قبل انتهاء الاستراحة”.

عندما حان الوقت للذهاب إلى الكلية، قررت هداية بأنها تريد معرفة المزيد عن جذورها السورية؛ لذلك تخصصت بشكل رئيسي في الدراسات الشرق أوسطية وبشكل ثانوي في علم الأحياء.

منذ تلقيها العديد من الدورات المتقدمة في تحديد المستوى في المدرسة الثانوية، حصلت هداية تقدير السنة في الكلية، حتى  قبل أن تبدأ في برنامج التكريم في روتجرز.

بعد حصولها على درجة البكالوريوس في سن السابعة عشر، وقبل سن التصويت، قبلت هداية في كلية الطب بجامعة في ميشيغان، وهي واحدة من أقل من 300 طالب تم اختيارهم من بين أكثر من 4500 متقدّم. ووفقاً لمسح أجرته الجمعية الأمريكية لكليات الطب في عام 2012، كان فقط 2 من كل 1000 طالب في سن المراهقة، مثل هداية، عندما بدأت المدرسة الطبية.

قالت هداية (الأصغر في صفها)  بأنها ثابرت في دراساتها الطبية، ولم تعر اهتماماً لصغر عمرها. وأضافت: ولا واحد من  الذين عملت معهم كانوا على علم بعمرها.

كل ما عرفته هداية بشكل مؤكد – من المشاهدة طوال طفولتها عندما وازن الدها بين حبه للطب وحبه لعائلته – هو أنه لا يمكنها أن تتخيل متابعة أية مهنة أخرى.

قالت هداية – التي تجيد اللغتين العربية والاسبانية، ولديها اهتمام كبير في مسائل صحة المرأة: “من غير المحبب على الإطلاق ربط حياتك بشيء لست متحمساً له؛ لأنك لن تكون سعيداً أبداً”.

تساعدها هذه النظرة حالياً في الحصول على أيام طويلة كطبيبة مقيمة، وخاصة في الأوقات التي لديها واجب الاتصال ليلاً، وهو ما يعني وصولها إلى المستشفى في 05:30 مساءاً، والمغادرة في حوالي الساعة الثامنة في صباح اليوم التالي. ومرة أخرى، تجد هداية نفسها بأنها الأصغر سناً في برنامج إقامتها.

تقول هداية – التي ترغب في ممارسة مهنة الطب في مجتمع متنوع، حيث أنه يمكنها أن تساعد أولئك الذين يعيشون في المناطق المحرومة: “أنا لا أعير اهتماماً كبيراً لعمري. والشيء الأكثر تحدياً حتى الآن هو أنني أدرك أنني أعمل الآن كطبيبة وليس كطالبة”.

وقالت غلوريا باخمان من قسم التوليد وأمراض النساء والعلوم التناسلية في مدرسة الطب في روتجرز روبرت وود جونسون: لم يتم أخذ العمر في الاعتبار، عندما تم اختيار هداية للإقامة، على الرغم أن أساسها الأكاديمي وحبها – التي أظهرته  كواحدة من أصغر المتقدمين لدينا – كانا مثيرين للإعجاب.

بدلاً من ذلك، رأوا خريجة شابة في كلية الطب، لاعبة في الفريق بل وقائدة. فتاة من شأنها التواصل مع جميع المرضى، وتتمتع بأسلوب إنساني ومهتم بالآخرين.

قالت باخمان: “يضطر المقيمون إلى التفكير وهم على أقدامهم، وهذا هو ما هو يميز علا هداية. ولا يتعلق كل شيء بالعمر بالنسبة لعلا. إنها الطبيبة الذي أريد أن أذهب إليها كطبيبة نسائية ومختصة في التوليد”.

عن موقع “السوري الجديد”

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »