Search
Close this search box.

يوم المرأة، يوم للتذكير من أجل التغيير

يوم المرأة، يوم للتذكير من أجل التغيير

خولة دنيا

إظهار النساء، كبشر عاديين، لهن مواقفهن وآراؤهن، تحليلهن وذكاؤهن، بساطتهن ونضجهن، ماذا يردن وماذا يتمنين، وكيف يرين الحل لأي مشكلة صغرت أم كبرت.

أليست مهمة كبيرة وجديرة بالتبني بحدِّ ذاتها؟

في يوم المرأة، يبدو العالم أصغر من أن نهتم إلا بقضايانا، ونسائنا على وجه الخصوص، قد يكون هذا بسبب الحجم الكبير مما يجب التعامل معه، رفع الآمال بما يجب تحقيقه، رغم كل التحديات التي تفرض نفسها، والتي تنبئنا بأنها تحديات على مدى طويل لا يمكن تخطيها، بعد كل هذا الانكشاف الذي أظهر لدى كل مواطن ضعفنا مجتمعاً وأفراداً.

ولكن التخصيص ضروري هنا جداً في هذا اليوم، وقد يكون أنسب ما يمكن تقديمه هو فضح المسكوت عنه والذي ساهم وما يزال يساهم في تكريس هذا العجز والضعف، من خلال قضايا ظهرت بسيطة ولكنها بيّنت كل التعقديات التي يعاني منها وضع المرأة وخاصة في السنوات الخمس للثورة، وما يزال.

سأحاول التنويه لبعض من هذه الإشكالات دون الخوض فيها فكل منها في حاجة ليتم تناولها بعمق أكبر وتحليل تفصيلي أكثر.

الثورة أنثى

التأنيث هنا أعطاها أبعاداً غير قابلة للمسّ، كما التأليه، وهو ما جعل الصفات الأنثوية تنتقل إليها: الضعف، الحاجة للحماية، الجمال، الرومانسية… وكذلك نقل إليها ما تعانيه المرأة من هشاشة، انتهاك، ظلم، اعتداء، تسليع، اغتصاب. الخ

التأنيث برأيي أعطى الثورة أبعاداً أخرى جعلتها غير قابلة للتحقق، أخرجتها عن واقعيتها وأحالتها إلى الطوباوية المستحيلة التحقق.

التأنيث الفاعل للثورة، هو في التركيز على الثورة الخاصة بالنساء، فالثورة في بعدهاً الأكبر هي حالة هدم وكسر للسائد للبناء عليه، وقضية المرأة هي جزء من كل بحاجة للهدم لإعادة البناء عليه، بما يحقق للنساء مكانتهن غير المنقوصة في المواطنة والحقوق والواجبات.

استخدام النساء في البروباغندا الثورية والسياسية

لم يتوقف استخدام النساء وأهمية وجودهن ومشاركتهن منذ البداية، وقد وعى السوريون بشكل عفوي هذه المسألة فكان يتم تسليط الضوء على النساء في المظاهرات ولو كنَّ قلائل، وكذلك على كل ما يتعلق بهنّ من اعتقال أو ضرب أو تعنيف… الخ، وفي الحقيقة ساعد هذا في إبراز الكثير من النساء ومشاركاتهن وبالتالي إصرارهن على الاستمرار وتعميق هذه المشاركة، حتى على حساب الرجال في بعض الحالات.
لكن وإن كان هذا عفوياً وضرورياً في البداية لإظهار الطابع المدني للثورة، إلا أنه تمَّ استغلاله في تنميط الأدوار التي يمكن أن تقوم بها المرأة، وفي طريقة إظهارها، فكشف عن التناقض الفج  بين الواقع الفعلي للمرأة وبين ما يتم الترويج له أو محاولة تقديمه.

من المعيب اليوم ما نراه من تكثيف حضور للنساء في المناسبات التي تحتاج للإعلام، دون أن يعكس هذا مشاركتهن المباشرة في القضايا التي يتم الحديث عنها، وهي قضايا تعني كل سوري وسورية، وبحاجة إلى موقف الجميع وقرار الجميع، ومشاركة الجميع.

اختصار دور المرأة في المرأة الضحية

لعل التضحيات التي قدمتها النساء السوريات هي من أكبر وأهم التضحيات والعذابات التي ستستمر إلى زمن طويل، وبحاجة لإلقاء الضوء عليها، والتذكير بها، والعمل على التخفيف منها بأي شكل وأي وسيلة.
ولكن في كثير من الأحيان يتم اختصار أدوارها بهذا الدور، الذي هي فيه مُتلقِية وليست مبادِرة. خاضعة لظرفها، أكثر من أنها صاحبة خيارٍ وإرادة.

هي الأم والأخت والزوجة والابنة للشهيد والمعتقل والمختفي واللاجئ. وهي كذلك جنباً إلى جنب ثائرة ومعتقلة، وطبيبة، ومغامرة بحياتها، وحاملة لعبء منزلها، وقائدة في مجتمعها، وقادرة على أن تكون سياسية وقائدة على مستوى أكبر..
سأكتفي فقط بما سبق، لأحتفي كامرأة مع باقي نساء بلادي، وباقي نساء الأرض، بتميزنا كنساء، دون أن يعني هذا تمييزاً معنا أو ضدنا.
يوم المرأة للتذكير بقضاياها والاحتفاءِ بها.
يومٌ سيستمر طالما هناك نساء على وجه الأرض بحاجة للدعم والمساندة.

اللوحة للفنان “محمود سلامة”

خاص “شبكة المرأة السورية”

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »