Search
Close this search box.

الأدوار الجندرية

الأدوار الجندرية

ناصر حدة

يعتبر موضوع الجندر أمراً أساسياً وهاماً لفهم العلاقة بين الرجل والمرأة، فعلى الرغم من قدم العلاقة بينهماإلا أن مصطلح الجندر ما زال حديثا نسبيا وعلى الرغم من غرابته فإن المضامين التي يتضمنها موجودة في داخلنا ونفكر فيها دوما ونخرج بإستنتاجات مختلفة.

ومفهوم الجندر ضروري لفهم تأثير العمليات التنموية بشكل مختلف على الرجال والنساء، ففيما نخلق كبنات وأولاد بفوارق جنسية بيولوجية تتمثل في حملنا لأعضاء جنسية مختلفة لكل منها وظائفها كالإنجاب والإخصاب نجد فروقات أخرى تظهر مجتمعيا ولا علاقة لها بتلك الأعضاء ولكنها ترتبط بالأدوار المتوقعة التي يرسمها المجتمع ونظرة هذا المجتمع لنا .

يطلق مصطلح النوع الاجتماعي ” الجندر ” على العلاقات والادوار الاجتماعية والقيم التي يحددها المجتمع لكل من الجنسين ( الرجال والنساء )، وتتغير هذه الادوار والعلاقات والقيم وفقا” لتغير المكان والزمان وذلك لتداخلها وتشابكها مع العلاقات الاجتماعية الاخرى مثل الدين، الطبقة الاجتماعية ، العرق،… الخ . وبالرغم من ان هذه العلاقات متغيرة في مؤسسات المجتمع المختلفة الا ان جميع هذه المؤسسات تقاوم التغيير .

إذاً الجندر هو علاقات ما بين النساء والرجال يشكلها المجتمع وهي غير منفصلة عن علاقات اجتماعية أخرى، وهي: تؤثر في وضع وصورة ومكانة الأشخاص، كما تؤثر على حقوق وواجبات الأشخاص، ويتقاطع مع العلاقات الاجتماعية الأخرى (الدين، العرق، الطبقة الإجتماعية…)، كما أن العلاقات الاجتماعية هذه متغيرة في مؤسسات المجتمع المختلفة (العائلة، المؤسسة الدينية، المؤسسة التعليمية… الخ)، لكن جميع هذه المؤسسات تقاوم التغيير.

والدور هو نموذج لسلوك فرد، وعادة لكل انسان /انسانة اكثر من دور واحد في المستويات المختلفة. وتتحدد للانسان /الانسانة واجبات وحقوق معينة وفقا” للدور / الادوار التي يقوم /تقوم بها. كما يحدد دور الانسان /الانسانة مركزه / ومركزها الاجتماعي. والدور متغير وفقا” للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية والسياسية التي يتأثر فيها الفرد. وتحدد هذه الادوار من قبل المجتمع، وهي أدوار مرتبطة بتوقعات المجتمع من الفرد. كما يبني المجتمع هذه التوقعات بناء على الجنس فيحدد ادوار خاصة بالذكور وأدوار خاصة بالنساء، ويرتبط بكل دور من هذه الادوار مجموعة من السلوكيات تعبر عن القيم السائدة في مجتمع معين. كما يقيم المجتمع الرجال والنساء وفقا” لنجاحهم / لنجاحهن في تأدية الادوار التي حددها لكل منهما.

الدور الانجابي دور اعادة الانتاج المجتمع:

يمثل هذا الدور مسؤوليات اعادة انتاج القوى العاملة وصيانتها وهو لا ينتهي عند إنجاب الأولاد بل يمتد ليشمل على :

  • مسؤوليات حمل الطفل وولادته
  • رعاية الاطفال وتربيتهم
  • العمل المنزلي
  • بالرغم من اهمية هذا الدور الا انه عادة ما ينظر اليه على انه عمل غير حقيقي وانما جزء من الطبيعة والفطرة البشرية الخاصة بالنساء .

الدور المجتمعي:

  • يعتبر هذا الدور امتدادا” لدور اعادة الانتاج من حيث ان محوره يركز على المحافظة على المجتمع البشري . ولكن يمتد الاهتمام من اهتمام اسري الى اهتمام مجتمعي.
  • يؤدي هذا الدور بشكل طوعي
  • يُعنى هذا الدور بتوفير الموارد النادرة ، وتنظيم استخدامها من قبل المجتمع، بالاضافة الى تقديم الخدمات التي تساعد المجتمع البشري على البقاء والتطور
  • يقوم بهذا الدور الرجال والنساء ويعتمد توزيعه ما بين الجنسين على المفاهيم المجتمعية والثقافة المجتمعية السائدة في مجتمع ما.

من الأمثلة على ذلك الدور الذي تلعبه الجمعيات الخيرية أو الإسعاف في الحرب أو لجان النظافة في الحي ….

الدور الانتاجي:

  • هو الدور الخاص بانتاج سلع وخدمات قابلة للاستهلاك والتجارة.
  • بمعنى ان هناك قيمة تبادلية لذلك الدور مما يكسبه اهمية مجتمعية خاصة.
  • يقوم بهذا الدور عادة كل من الرجال والنساء، ولكن يعرف عادة مجتمعيا” على انه دور للرجال و ما زال هناك تقسيم واضح لهذا الدور ما بين النساء والرجال حيث تعرف بعض الادوار على إنها أدوار انثوية في حين تعرف اخرى على إنها أدوار ذكورية ، علما” بان هذه التقسيمات متغيرة وتتاثر بعوامل عديدة.

الدور السياسي:

  • يتلخص هذا الدور بسلطة اتخاذ القرار تبدا عملية اتخاذ القرار داخل الاسرة، وتمتد لتصل النقابة والمجلس البلدي وحتى المجالس التشريعية…………..عادة ما ينظر لهذا الدور على انه دور خاص بالرجال بالرغم من اقتحام النساء لهذا الفضاء و عادة ما يكون هذا الدور مدفوع الاجر، اما بطريقة مباشرة او غير مباشرة ( معنوية) لارتباطه ارتباطا” وثيقا” بالمركز والسلطة.

تناولت إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة مسألة الأدوار الجندرية في المجتمع فأكدت ديباجتها بأن التنمية التامة والكاملة لأي بلد ورفاهية العالم، وقضية السلم، تتطلب جميعا مشاركة المرأة، على قدم المساواة مع الرجل، أقصى مشاركة ممكنة في جميع الميادين،

وإعتبرت إن دور المرأة العظيم في رفاه الأسرة وفي تنمية المجتمع الذي لم يعترف به حتى الآن على نحو كامل والأهمية الاجتماعية للأمومة ولدور الوالدين كليهما في الأسرة وفي تنشئة الأطفال، وإن دور المرأة في الإنجاب لا يجوز أن تكون أساسا للتمييز بل إن تنشئة الأطفال تتطلب بدلا من ذلك تقاسم المسؤولية بين الرجل والمرأة والمجتمع ككل.

وهي أكدت أن تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة يتطلب إحداث تغيير في الدور التقليدي للرجل وكذلك في دور المرأة في المجتمع والأسرة،

كما وإعتبرت في المادة 5 إن على الدول إتخاذ جميع التدابير المناسبة:

  • لتغيير الأنماط الاجتماعية والثقافية لسلوك الرجل والمرأة، بهدف تحقيق القضاء على التحيزات والعادات العرفية وكل الممارسات الأخرى القائمة على الاعتقاد بكون أي من الجنسين أدنى أو أعلى من الآخر أو على أدوار نمطية للرجل والمرأة،
  • لكفالة تضمين التربية العائلية فهما سليما للأمومة بوصفها وظيفة اجتماعية، والاعتراف بكون تنشئة الأطفال وتربيتهم مسؤولية مشتركة بين الأبوين على أن يكون مفهوما أن مصلحة الأطفال هي الاعتبار الأساسي في جميع الحالات.

وهي أضافت في المادة 16 منها ضرورة قيام الدول :

  • بتعديل الانماط الاجتماعية والثقافية لسلوك الرجل والمرأة، بهدف تحقيق القضاء على التحيزات والعادات العرفية وكل الممارسات الاخرى القائمة على فكرة دونية أو تفوق احد الجنسين أو على ادوار نمطية للرجل والمرأة.
  • بكفالة ان تتضمن التربية الاسرية تفهما سليما للامومة بوصفها وظيفة اجتماعية والاعتراف بالمسؤولية المشتركة لكل من الرجال والنساء في تنشئة اطفالهم وتطورهم، على ان يكون مفهوما ان مصلحة الاطفال هي الاعتبار الاساسي في جميع الحالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »