Search
Close this search box.

فنفن Finfin … لا خيار أمام السوريين

فنفن Finfin … لا خيار أمام السوريين

ألمانيا – صبيحة خليل

حين كنت طفلة صغيرة كانت جدتي تقص علي الحكايات باستمرار … إحداها كانت عن فتاة صغيرة تدعى فنفن Finfin ، فتاة مشاكسة صغيرة تهوى الاكتشاف تقع بين برائن غول شرس .. فيمسك بها من تلابيبها قائلاً: “أيتها المشاكسة كيف تريدينني أن آكلك، مطبوخة أم نيئة؟!”

هذا الخيار الذي لا يشبه الخيارات في أي حال كان يسبب لي حزناً شديداً في صغري بالرغم من شغفي بتلك القصة و سرد جدتي المشوق .. كنت أود لو كان هناك ثمة خيار آخر غيره أمام “فنفن” .. و ما أشبه طفولتنا بواقعنا كبالغين حين يعيش ملايين السوريين أمام خياران صعبان لا وجود لأبسط أوجه العدالة فيهما .. كخيارات الموت، بين الموت ببرميل أو قذيفة هاون أو رصاص قناص أو تحت التعذيب أو الغرق في البحر … كلها خيارات تشبه خيارات بطلتي الصغيرة حتى تلك المتعلقة بداعش أم النظام!؟

بهذه القصة بدأت خطابي الموجه للجمهور الألماني في مدينة لوكنفالده حيث أقيم حالياً، ضمن فعالية أقمناها باسم السوريين بتاريخ 17-09-2015.

و من هذه القصة سحبتهم إلى القصة السورية مع الاستبداد و نظام لم يدخر مكيدة إلا و استخدمها ضد شعبه بما في ذلك بعبع التشدد و الإجرام الأصولي كل ذلك من أجل أن يبقى هو في سدة الحكم .. مروراً بحرصه على تمدد داعش في مساحات شاسعة من الأراضي السورية ففي تمدد الأخيرة أسباب بقائه و ديمومته.

وعندما أنهيت خطابي المرفق بعرض بوربوينت .. عدت مجدداً إلى القصة التي بدأت بها كلامي و الخياران التي عرضهما الغول على فنفن : أن تؤكل نيئة أم مطبوخة مرفقة بالصورة ما قبل الأخيرة لداعشي يهم بسحب خنجر من بين حزمة من الخناجر و في الطرف الآخر جمهرة من الموالين و مسؤوليهم يهمون بافتتاح نصب البسطار أمام مدخل مدينة اللاذقية .. و علقت قائلة ألا ترون معي أن الخياران لا يليقان بشعب طالب بالحرية و الكرامة .. أعتقد اليوم و أنا أعود بالذاكرة إلى تلك الطفلة المحبطة من تلك الخيارات السيئة أنه يجب أن يكون هناك خيار دولة المواطنة و القانون و مجتمع الحريات والديمقراطية متاحاً اليوم .

بعد يوم وجدت مقالاً في الصحافة الألمانية حول الفعالية بعنوان: لا يوجد خيار أمام السوريين”

جدير بالذكر أن الزميلة صبيحة خليل قامت في وقت سابق من شهر يونيو حزيران بالقاء محاضرة في بوتسدام بخصوص الوضع السوري.

خاص “شبكة المرأة السورية”

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »