نساء في الخطوط الأمامية تستضيف لقاء للمنظمات في تونس

نساء في الخطوط الأمامية تستضيف لقاء للمنظمات في تونس

فريق تحرير سيدة سوريا

نظمت (هيفوس / أوكسفام / بي دبليو سي) في فندق “جولدن توليب” بتونس، 18-19-20 أيار الجاري، ورشة عمل للتدريب على “التخطيط الاستراتيجي وإدارة المشاريع”، بهدف مساعدة “المنظمات” على تحقيق رسالتها وإدارة الموارد البشرية والمادية، إضافة إلى تنفيذ أنشطتها واستثمار علاقاتها مع المحيط بالشكل الأمثل، من خلال وضع تقارير دقيقة وكاملة في الوقت المناسب، وجعل خطط استخدام الموارد، متاحة وواضحة ومشروحة لكل العاملين، وتعلم كيفية وضع المساهمين والداعمين بصورة ما تم تنفيذه بشفافية.

ورشة العمل ركزت على مفاهيم الشفافية والمصداقية، كمعاريين أساسيين للعمل في المنظمات، سواء على الصعيد الداخلي للمنظمة، أوعلى الصعيد الخارجي.

حضر الورشة ممثلون عن منظمات وتجمعات إعلامية مدنية إنسانية من ست دول هي: سوريا، مصر، العراق، تونس، ليبيا والبحرين. جمعيها دول تعاني العديد من الأزمات على مستوى الحاضر والمستقبل.

أميرة حويجة، وهي إحدى المشاركات قالت: “أثناء التدريب تم توزيع الحضور لتحقيق التنوع، حيث تواجد شخص من كل دولة على الطاولة الواحدة، تجمعنا الظروف غير المستقرة، والعمل المتعثر، والوجع من تفشي الفساد في مجال العمل المدني، وإن اختلفت شدة الكارثة بين بلد وآخر، فإننا جميعاً في المحصلة، نحتاج لإعادة إنتاج أنفسنا كمنظمات مجتمع مدني وفق معايير علمية تحتمل بعض (خطأ تقتضيه الحركة غير المقدرة في المجتمعات، للوصول إلى أهدافنا الكبيرة، وإنقاذ مايمكن إنقاذه في مكان، والبناء في مكان آخر). ومن المفروض أن يجمعنا التخصص في الإدارة وكتابة المشاريع”.

هذا، وأشرف على التدريب خلال الورشة التي امتدت أعمالها ثلاثة أيام، كل من الأستاذة: هبة عن (ب دبليو سي)، والأستاذ أنيس عن (هيفوس)، بالاستناذ على برنامج وكورس وكتاب، ضموا مبادئ الورشة الأساسية، وتمارينها التي وزعت على المشاركين، ما سهل العمل والتواصل مع المحاضرين.

“حويجة” لخصت ايام التدريب واللقاء في تونس بقولها “رسالة الورشة تشير، أنه لا أهمية لمؤسسة إلا بتنفيذ مشاريع تضعها، توصلها إلى الرؤية التي تميزها وتبرر وجودها. وأن هناك أطراً وقوانين تسهل هذا الأمر وضعت بناء على خبرات الآخرين، والدروس المستخلصة”. ووتتابع “حويجة” حول ما قدمته الدورة التدريبية، والذي شمل تكامل الخطوات التي لا يتحقق مشروع دون القيام بها، وأن كل مشروع يحتاج إلى سلم يعبره خطوة خطوة، بدءاً من وضع المدخلات: وهي تحديد (الموارد البشرية، المادية، المالية، التكنولوجيا والمعلومات) يتم جمعها ووضعها للبناء عليها، وهي ليست افتراضية أو ممكنة بل فعلية. ثم الأنشطة: ويقصد بها الإجراءات المتخذة لتحويل المدخلات إلى مخرجات محددة، فيها يبدأ وضع مخطط المشروع: ماذا، متى، كيف، وكم. ثم المخرجات: وهي النتائج والخدمات التي تحققت بإنجاز الأنشطة. إلى النتيجة: وهي الآثار المنتظرة أو التي تحققت من المخرجات. وصولاً إلى الأثر: وهو الآثار الإيجابية والسلبية الناتجة على المدى الطويل بشكل غير مقصود، ويكون مرتبطاً بالرؤية، حيث يسمى هذا (سلسلة النتيجة) التي يجب وضعها كناظم للعمل، مع الإشارة إلى أهمية تحديثه أثناء العمل كلما دعت الحاجة، بسبب بعض التغيرات التي تعترض العمل، إيجابية كانت أم سلبية.

وتابع البرنامج التدريب على سلسلة النتيجة، مركّزاً كتطبيق على مشروع المشاركة السياسية للمرأة في تونس بنسبة 5% في خمس مناطق. ونفذت كل البنود بدءاً بالمدخلات التي تحدد حاجات المرأة لامتلاك مهارات هامة لوضع برنامج واضح، وجمع الأموال وإطلاق حملة انتخابية لجذب الأصوات، وتم التخطيط للتصدي لهذه القضية حتى وصلنا للأثر.
وتضيف “حويجة”: “كل خطوة في هذا اللقاء شكلت فرصة لتبادل المعلومات، استفدنا من خبرات بعضنا وتوجيه المدربين والأوراق التي بحوزتنا. وبعد العمل على سلسلة النتيجة تم وضع مؤشرات الأداء الرئيسية، ولماذا وكيف، وهو مايعرف بمؤشر “سمارت” لنتمكن من وضع الإطار المنطقي للعمل: خطة عمل، سلسلة النتيجة ثم المؤشرات التي تعتمد آليات عديدة مثل: الاستبيانات والتقارير الدورية وجداول الحضور وغيرها من الجداول التي ترافق العمل في جميع مراحله، وذلك من أجل التقييم والرقابة والشفافية والتحديث. ودرسنا أهمية المصداقية في كل خطوة نقوم بها، وكذلك الوضوح للتوصل إلى دروس نتعلم منها في مشاريع أخرى، والتطلع الدائم والمتواصل من أجل وضع خطط لمشاريع جدية وجديدة للوصول إلى أهداف أخرى، كما تناولنا معايير التقييم وأدواته. وأهمية توجه المنظمة لاعتماد مخطط محدد لوضع نتائجها، وقد اعتمد المدربان مخطط التدفق، حيث يمكن فيه توزيع الأعمال والمسؤوليات والتكاليف”.

في ختام ورشة العمل تم توزيع أوراق لتحديد ثلاثة أهداف من المفترض أن تكون أولوية لدى كل منظمة، إضافة إلى استمارة التقييم، يمكن اعتباها بمثابة الأساس لأي منظمة بحيث تستطيع وضع نظام داخلي، وتكتب أنشطة ومشاريع بلغة واضحة ومفهومة ومحددة، وتقسم الأدوار والمسؤوليات بين الأعضاء في المنظمة ككل، وبين أعضاء فريق العمل على نشاط ما، وربط ذلك النشاط بغيره للوصول للأثر.

تنهي “حويجة” الحاضرة عن شبكة المرأة السورية: “للأسف هناك منظمات تضع رسائل عظيمة وتنساها على الرف، بحجة الظروف الموضوعية، للتخفيف من عبء عدم المضي في الطريق. يكون ذلك أحياناً بسبب تضخم الموارد، وعدم معرفة استثمارها إن وجدت، وأحياناً بسبب عدم دراسة الواقع وحركته، والأمثلة حولنا كثيرة، نشاهد في بعض الحالات منظمات عمرها عقود، ولا يعرف عنها إلا أعضاؤها القليلون، وهي حتى اللحظة لا تبحث عن آليات تطوير العمل المؤسساتي، بل عن كيفية وضع أسس العمل المؤسسي”.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »