Search
Close this search box.

عندما تمنع الصحفيات من استلام مناصب قيادية!

عندما تمنع الصحفيات من استلام مناصب قيادية!

القاهرة – إيمان عادل

“كنا 850 شخصاً في دفعتي… 45 منا فقط من الذكور والباقي إناث، ومع ذلك عندما خرجنا للحياة العملية الفرص كانت للذكور والمناصب لهم، نحن ممنوعات من استلام مناصب قيادية في الصحف”. هذا ما صرحت به إحدى الصحفيات المصريات الشابات المشاركات في مؤتمر أقيم مؤخراً في القاهرة برعاية مؤسسة أكاديمية دويتش فيله، تحت عنوان “تخطي الحدود… تمكين الصحفيات المصريات”.

فرغم انخراط المرأة المصرية في العمل الصحفي منذ أوائل القرن الماضي حيث شاركت أربع صحفيات هن نبوية موسى وفاطمة اليوسف ومنيرة عبد الحكيم وفاطمة نعمة راشد في أول اجتماع للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين الذي عقد في 5/2/1941، إلا أن اللافت للنظر داخل المؤسسات الصحفية غياب الصحفيات عن تولي المواقع القيادية، عدا بعض رئيسات التحرير اللاتي حصلن علي الموقع مؤخراً، فضلا عن غيابهن عن المشاركة في العمل النقابي أو التمثيل داخل مجلس النقابة مما لا يتناسب مع تزايد أعداد الصحفيات حيث تبلغ نسبة المقيدات بجداول النقابة حوالي 40% من إجمالي الأعضاء.

افتتح المؤتمر  سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بمصر هانزيورج هابر، الذي أكد من خلال كلمته على ضرورة مشاركة المرأة في تحقيق التنمية الاقتصادية، وحماية حقوقها في العمل، وشدد على ضرورة تمكين المرأة للوصول لمناصب قيادية في مجال الصحافة والإعلام. فالمرأة الألمانية خاضت تجارب مؤلمة لتمكينها في مجال الصحافة والإعلام. وعبر السفير عن سعادته لرؤية كليات الإعلام بمصر والتي تضم بين صفوفها أكثر من 80% فتيات، لكن يشعر بالأسف لعدم تمكن الصحفية المصرية في الوصول لمناصب قيادية في مجال الإعلام، لذا طالب بمعرفة التحديات التي تواجهها في هذا المجال، وهي أحد أهداف هذا المؤتمر.

أما شهيرة أمين، صحفية مستقلة ومراسلة سابقة لـ”سي ان ان” انترناشيونال، فقد سردت تجربتها في المجال الإعلامي، وأكدت على التمييز في التعامل مع الصحفيات ومعاملتهن كمستوى ثان بعد الرجل في هذا المجال، رغم أن المرأة أكثر نشاطاً وتواجداً في مناطق النزاع. كما أن المرأة هي عدو المرأة الأول بسبب الغيرة، مما يعيق أحياناً ارتقائها مهنياً.

أما الجانب التشريعي للتمييز بين الجنسين فقد تحدثت عنه سالي الجباس، مديرة مركز سيزا نبرواوي للقانون وحقوق المرأة، حيث تحدثت عن أسباب انتشار حوادث التحرش الجماعي في وقت معين، والثغرات في قانون التحرش، الذي اعتبرته قانوناً سياسياً وضرورة الضغط على مجلس الشعب القادم لتعديله. وأكدت على دور الصحفيين في الضغط على المؤسسات الحقوقية والجمعيات والوزارات داخل أبواب العمل.

 صحفيات مصر 2020

“لا زالت الصحفية المصرية تواجه تحديات كبيرة أثناء شقها طريقها في السلم المهني”… هذا ما ركز عليه المؤتمر الذي تضمن ورش عمل حول توجيه ورعاية الصحفيات المصريات، وعروضاً لرؤى مختلفة، أبرزها عرض لشرائح ضوئية للمصورة الفوتوغرافية إيمان هلال عن التحرش الجنسي في الشوارع ومقاطع فيديو بعنوان “تخطي الحدود” ألقت الضوء على بعض النساء اللاتي تقلدن مناصب قيادية في عالم الصحافة، بالإضافة إلى عرض شرائح ضوئية تحت عنوان “نساء جسورات في الإعلام المصري”.

كما أقيمت حلقة نقاش تحت عنوان “المستقبل الآن: الصحفيات المصريات في عام 2020″، أدارتها الدكتورة نجلاء العمري، رئيسة مكتب القاهرة والمدير الإقليمي لمشروعات بي بي سي سابقاً، شارك فيها عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، والإعلامية دينا عبد الرحمن وعدد من الصحفيات في مختلف الصحف والقنوات الإعلامية. تم في تلك الحلقة تسليط الضوء على الخطوات التي يتعين اتباعها لتمكين المزيد من الصحفيات من الوصول إلى مراكز صنع القرار. وسردت الصحفيات المشاركات في هذه الحلقة تجاربهن الشخصية في محاولتهن الوصول إلى مواقع قيادية في أماكن عملهن.

أما عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة “الشروق” فقد وصف وضع المرأة المصرية في المجال الصحفي بأنه أفضل من المجالات الأخرى. وأكد على أن المشاكل التي تواجه المرأة المصرية بصفة عامة والصحفيات بصفة خاصة لن تحل إلا إذا تغيرت منظومة العلاقات الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع المصري. ودافع حسين عن جريدة “الشروق” التي فتحت أبوابها منذ تأسيسها للفتيات والفتيان على حد سواء، وكان العدد الأكبر للفتيات، اللاتي تم تعيينهن وفقاً لمعايير الكفاءة والموهبة فقط، وأن العديد من السيدات يتقلدن مناصب قيادية في المؤسسة.

وخلال المؤتمر، أعلنت عدد من الصحفيات المصريات من ضمنهن صفاء عبد الحميد وآية نبيل عن تأسيس كيان يعبر عنهن تحت مسمى “شبكة صحفيات مصر” لتطوير وتحسين الأوضاع المهنية بالنسبة للمرأة العاملة في مجال الإعلام، وذلك بالتعاون مع مؤسسة أكاديمية دويتش فيله الألمانية.

وفي النهاية وألقى المؤتمر الضوء على الاستراتيجيات والآليات الفعالة لإبراز دور المرأة في المجتمع وفي المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. والمدى الذي ساهمت فيه التكنولوجيا الحديثة في تمكين المرأة في العالم.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »