Search
Close this search box.

صور من المصالحة بعد عشرين عاماً من الإبادة العرقية …

صور من المصالحة بعد عشرين عاماً من الإبادة العرقية …

[vc_row][vc_column][vc_column_text]

إعداد: ليال يوسف

ذهب المصور بيتر هوغو إلى جنوبي رواندا مؤخراً، بعد عقدين من مقتل ما يقارب المليون إنسان في أحداث الإبادة العرقية في البلاد. قام بيتر بالتقاط سلسلة من الصور صعبة التصديق. تظهر في إحداها امرأة تضع يدها على كتف الرجل الذي قتل والدها وإخوتها. وفي صورة أخرى امرأة جالسة أمام رجل متكئ، وهو الذي نهب ممتلكاتها وقام والده بالمشاركة بقتل زوجها وأبنائها. يظهر في العديد من هذه الصور قليل من الدفئ الجلي بين الثنائيات، فهاهم يجتمعون معاً. في كل صورة من هذه الصورهناك المجرم وهو من أفراد الـ “هوتو” والذي مُنح العفو من قبل أحد أفراد شعب الـ “توتسي” الناجي من جرائمه.

الأشخاص الذين وافقوا على أن تلتقط صورهم هم جزء من الجهود الوطنية المستمرة لتحقيق المصالحة، وقد عملوا بشكل مباشر مع “جمعية متواضع وبريء” (AMI: Association Modeste et Innocent)، وهي منظمة غير ربحية. عملت الجمعية على نصح مجموعات صغيرة من الهوتو والتوتسي لعدة أشهر، حيث تنتهي الجلسات بطلب رسمي من المجرم للصفح. إذا منح الناجي العفو؛ يقوم المجرم وعائلته وأصدقاءه بجلب سلة من القرابين عادة ما تكون من الطعام أو الذرة البيضاء أو جعة الموز. وتختتم المصالحة بأغنية ورقص.

الصور التالية هي جزء منتقى من مجموعة كبيرة عرضت في الهواء الطلق بحجم كبير في لاهاي مؤخراً. هذه السلسلة مدعومة من قبل منظمة فنية مركزها في لاهاي تدعى “محكمة الإبداع”، كجزء من برنامج “رواندا عشرون عاماً”، وهو برنامج يبحث في موضوع التسامح. كما ستعرض هذه الصور في النهاية عند النصب التذكارية وفي الكنائس في رواندا.

تحدث هوغو عن تنوع شكل العلاقة بين المجرمين والضحايا أثناء جلسات التصوير. بعض الثنائيات حضروا وجلسوا مع بعضهم البعض ببساطة وتحدثوا عن أخبار القرية. آخرون وصلوا مستعدين ليتم تصويرهم لكن كانوا غير قادرين على تواصل يتجاوز هذا الحد. يقول هوغو: “من الواضح أن هناك درجات متفاوتة من الصفح، فالبعد والقرب الظاهرين في الصور تعبر عن ذلك بدقة إلى حد ما”.

في مقابلات أجرتها منظمتا AMI ومحكمة الإبداع في إطار فعاليات المشروع، تحدث الأفراد الخاضعون للعلاج عن عملية العفو على أنها خطوة هامة في اتجاه تحسين حياتهم. يشرح هوغو: “لا يمكن للناس أن يذهبوا إلى أي مكان آخر، عليهم أن يحققوا السلام. لم يولد التسامح من نزعة إنسانية ظهرت من لاشيء. بل هو غريزة البقاء”. مع ذلك، فإن الضرورة العملية لهذا التصالح لا تنتقص من القوة الوجدانية المطلوبة من هؤلاء الروانديين لتحقيقه (أو ليتم تصويره وهم جنباً إلى جنب).

يقول سينزيكيرأموكا؛ مجرم : “طلبت منه الصفح لأن أخاه قتل أمامي. سألني لماذا اعترفت بذنبي، فقلت له أنني فعلت ذلك كشخص حضر الجريمة ولكن لم يكن قادراًعلى إنقاذ أحد. كان أمراً من السلطات. أخبرته عن هوية القتلة، وهم أيضاً طلبوا الصفح منه”.

كاروريرو؛ ناجٍ: “أحياناً لا تقدم العدالة جواباً مرضياً (القضايا معرضة للفساد)، لكن عندما يأتي الأمر للقدرة على منح الصفح فإن المرء يشعر بالرضى وللأبد. عندما يتملك الغضب الشخص فمن الممكن أن يفقد عقله. لكن عندما منحت الصفح أحسست براحة البال”.

يقول جان بيير كارينزي؛ مجرم : “لم أكن بكامل وعيي، وعندما كنت أراها كنت أشعر بالعار. عندما تم تثقيفي حول الوحدة والمصالحة ذهبت إلى منزلها وطلبت منها المسامحة، ومن ثم صافحتها. وحتى الآن نحن على علاقة جيدة”.

 تقول فيفيان نييريمينا؛ ناجية: “قتل أبي وثلاثة من إخوتي. قتلهم بمشاركة أناس آخرين، لكنه أتى وحيداً ليطلب مني الصفح. ساعدني هو ومجموعة من المعتدين الذين كانوا في السجن على بناء منزل ذو سقف. كنت خائفة منه ولكن بعد أن منحته الصفح أصبحت الأمور طبيعية، وأصبحت مرتاحة البال”.

يقول جودفرا مودايرونوا؛ مجرم: أحرقت منزلها وهاجمتها بنية قتلها وأولادها، لكن الإله حماهم واستطاعوا الفرار. عندما أطلق سراحي كنت أهرب وأختبئ إذا رأيتها. بعد ذلك بدأت منظمة AMI بتأهيلنا، فقررت أن أطلب منها الصفح،  نشكر الله على التنعم بعلاقة جيدة مع الشخص الذي عاملته بشكل سيء”.

تقول إيفاستا موكانيوندوي؛ ناجية: : ” كنت أكرهه. عندما قدم إلى منزلي وركع أمامي طالباً الصفح؛ أثر بي صدقه. وعندما أحتاج إلى العون الآن، يأتي هو ليساعدني. عندما أواجه أي مشكله أتصل به”.

يقول جوفينال نزابامويتا؛ مجرم : ” نهبت وآذيت ممتلكاتها. أمضيت تسع سنوات ونصف في السجن. تم تعليمي التمييز بين الخير والشر قبل إطلاق سراحي، وعندما عدت إلى المنزل فكرت أنه من الجيد أن أتقرب من الشخص الذي آذيته، وطلبت منها الصفح. أخبرتها أنني سأقف بجانبها بكل الأشكال. أبي كان متورطاً بقتل أطفالها. عندما علمت أن والدي قام بعمل سيئ، استجديت عفوها من كل أعماقي أيضاً”.

تقول كانسيلد كامبدوندو؛ ناجية: “كان زوجي مختبئاً، ولاحقه الرجال وقتلوه في يوم ثلاثاء. في الثلاثاء التالي عادوا وقتلوا أبنائي الاثنين. تمنيت أن يتم إنقاذ بناتي لكنهم أخذوهن إلى قرية زوجي وقتلوهن وألقوهن في بيت الخلاء. لم أستطع أن أرفعهن من تلك الحفرة، فركعت وصليت لهن مع أخي الصغير، وغطيت الحفرة بالتراب. منحت العفو لأنني أدركت أن أحبائي الذين فقدتهم لن يعودوا أبداً. لم أستطع أن أعيش حياتي وحيدة. وفكرت بأنني إن مرضت، فمتن سيعتني بي، وإن وقعت في مشكلة واحتجت المساعدة فمن سينقذني؟ فضلت أن أمنح العفو”.

يقول ديوجراتياس هابياريمانا؛ مجرم: “عندما كنت في السجن، صرح الرئيس كاجامي أن السجناء الذين سيعترفون بذنبهم ويطلبون الصفح سيطلق سراحهم. كنت من أوائل الذين بادروا بذلك. عندما أطلق سراحي كان من الضروري أيضاً أن أطلب الصفح من الضحية. الأم سيزاريا موكابوتيرا لم تعلم أنني كنت متورطاً بمقتل أطفالها، لكنني أخبرتها بما حدث. عندما منحتني الصفح تلاشت من قلبي جميع الأشياء التي جعلتها تنظر إلي كرجل شرير”.

 تقول سيزاريا موكابوتيرا؛ ناجية: “العديد منا عانوا من شرور الحرب، وكنت أسأل نفسي لماذا خلقت. الصوت الداخلي كان يقول لي “من غير العادل أن تنتقمي لأحبائك”. استغرق الأمر وقتاَ طويلاً، لكننا في النهاية أدركنا أننا جميعاً روانديين. حدثت الإبادة العرقية بسبب الحكام السيئين الذين حرضوا الجيران والأخوة والأخوات ضد بعضهم البعض. الآن يمكنك أن تقبل وتسامح. أصبح الإنسان الذي سامحته جاراً لطيفاً. يشعر الإنسان بالسلام ويخطط للمستقبل بشكل أفضل”.

يقول فرانسوا نتامبارا؛ مجرم: “بسبب الإبادة العرقية المرتكبة في عام 1994، شاركت بقتل ابن هذه المرأة. نحن الآن أعضاء نفس مجموعة الوحدة والمصالحة. نحن الآن نتشارك كل شيء، فإذا احتاجت الماء لتشرب أجلب لها القليل منه. لا توجد ريبة بيننا أبداً. كنت أعاني من كوابيس حول الأحداث الحزينة التي مررت بها، لكن الآن يمكنني أن أنام بسلام. وعندما نكون معاً، فنحن كالأخوة ولا شكوك بيننا”.

تقول إيبيفاني موكاموسوني؛ ناجية:   “لقد قتل ابني، ومن ثم جاء ليطلب الصفح. منحته الصفح مباشرة لأنه لم يقم بذلك وحده؛ كان يتملكه الشيطان. سعدت باعترافه بالجريمة بدلاً من إبقائها مخفية، لأنه من المؤلم أن يخفي أحدهم الجريمة التي اقترفها بحقك. قبل أن أمنحه العفو، لم يكن بإمكانه الاقتراب مني. عاملته كعدوٍ لي. لكن الآن أفضل أن أعامله كابن لي”.

دومينيك ناداهيمانا؛ مجرم: “يوم فكرت أن أطلب الصفح، شعرت بالراحة وزوال الهم. فقدت إنسانيتي بسبب الجريمة التي اقترفتها، لكن الآن أنا كأي إنسان آخر”.

 كانسيلدي مونجانيينكا؛ ناجية:  “بعد أن هربت من قريتي وقام دومينيك وآخرون بنهبها، أصبحت مشردة ومجنونة. عندما طلب مني الصفح لاحقاً قلت له: “ليس لدي أي طعام لأطفالي، هل أنت قادر على المساعدة في تنشئتهم؟ هل ستبني لهم منزلا؟”. في الأسبوع التالي جاء دومينيك هو ومجموعة من الناجين والسجناء السابقين الذين شاركوا في ارتكاب المجزرة. لم يزد عددهم عن 50 رجلاً، قاموا ببناء منزل لعائلتي. ومنذ ذلك الحين بدأت أشعر بتحسن. لقد كنت كالعصا الجافة، والآن أشعر بالسلام في قلبي، وأتشارك هذا السلام مع جيراني”.

لورانس نسابيمانا؛ مجرم: “شاركت بتدمير منزلها لأننا ظننا أن مالكه توفي. فكرنا أنه من الأفضل تدمير المنازل التي لا مالك لها للاستفادة من الحطب. صفحها أثبت لي أنها ذات قلب نقي”.

 بياتريس موكاروامباري؛ ناجية:  “ستمضي الحياة سواء كنت صبورة أم لم أكن. عندما يتقرب أحدهم منك بدون حقد سترحب به وتمنحه ما يتمناه، وإن قام بأمور فظيعة سابقاً. الصفح يساوي الرحمة”.

خاص “شبكة المرأة السورية”

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/3″][vc_single_image image=”10289″ img_size=”large” alignment=”center” style=”vc_box_shadow_border”][/vc_column][vc_column width=”1/3″][vc_single_image image=”10288″ img_size=”large” alignment=”center” style=”vc_box_shadow_border”][/vc_column][vc_column width=”1/3″][vc_single_image image=”10287″ img_size=”large” alignment=”center” style=”vc_box_shadow_border”][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/6″][/vc_column][vc_column width=”1/3″][vc_single_image image=”10291″ img_size=”large” alignment=”center” style=”vc_box_shadow_border”][/vc_column][vc_column width=”1/3″][vc_single_image image=”10290″ img_size=”large” alignment=”center” style=”vc_box_shadow_border”][/vc_column][vc_column width=”1/6″][/vc_column][/vc_row]

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »