Search
Close this search box.

نعم للتعليم … لا للزواج المبكر

نعم للتعليم … لا للزواج المبكر

إعداد: جمانة علي

فتاة سورية تعيش مع والديها في مخيم للاجئين السوريين في الأردن ترفض الزواج الذي رتبه والدها  وتختار البقاء في المدرسة.

فقد وصلت منال إلى مخيم الزعتري للاجئين مع والدتها، ماجدة، وأختها، ملك، البالغة من العمر 9 سنوات في ديسمبر/كانون الأول الماضي. ووصل والدها وشقيقها بعد بضعة أشهر. وبعد ذلك بوقت قصير، تمت خطبة منال البالغة من العمر 16 سنة.

ووضعها هو نفس وضع العديد من الفتيات السوريات اللاتي يعشن كلاجئات في دول مجاورة.

وتقول منال: “في سوريا، جرت العادة بأن تتزوج الفتيات مبكراً، وقال والدي هنا إنني لا بد وأن أتزوج”.

وتوضح والدتها أنها توقفت عن إرسال أطفالها إلى المدرسة في مسقط رأسهم درعا بعد مقتل 11 من زملائهم في انفجار قنبلة وجدوها في فناء المدرسة. وقد فرت الأسرة إلى الأردن عندما لم يعودوا قادرين على التعامل مع العنف المتصاعد.

ويعتبر الكارفان الصغير الذي يسكنونه في هذا المخيم الصحراوي المترامي الأطراف الذي يضم أكثر من 120,000 شخص تغييراً كبيراً بالمقارنة مع منزلهم الذي به أربع غرف نوم في درعا.

وبعد فترة وجيزة من وصولهم، رتب، ثابت، والد منال تزويجها لرجل يبلغ من العمر 22 عاماً. ويقول ثابت إن العديد من الآباء يعتقدون أن الزواج يوفر الحماية لبناتهم ويخفف من الضغوط المالية على الأسرة.

ويقول: “يريد بعض الناس تزويج بناتهم بسبب غلاء المعيشة، وخاصة إذا كانت الأسرة كبيرة، كما أن الزواج يضمن مستقبل ابنتي إذا حدث لي مكروه.” ولكن منال رفضت اتخاذ قرار الزواج والتحقت بالمدرسة التي تدعمها اليونيسف وتحضر أيضاً مركز الشباب الذي تديره اليونيسف والهيئة الطبية الدولية وهي منظمة غير الحكومية، حيث يمكن للشباب تعلم المهارات الحياتية والالتقاء مع بعضهم البعض والحصول على الدعم النفسي والاجتماعي للمساعدة في علاج الجروح العاطفية الناجمة عن العيش في خضم الصراع والنزوح.

وقالت منال للعاملين في مركز الشباب عن خطبتها. وخلال جلسات المشورة علمت أن الزواج لم يكن خيارها الوحيد.

وتضيف: “لقد شجعوني على اتخاذ هذا القرار. لقد كنت خجولة من قبل، ولكن عندما جئت إلى هنا تغيرت.”

وبدعم من والدتها التي تزوجت في سن الخامسة عشر، والعاملين في مركز الشباب، تحدثت منال مع والدها وأخبرته أنها ترغب في البقاء في المدرسة بدلاً من الزواج.

وتقول “إن المعرفة مهمة. نحن في حالة حرب، والوضع الآن غير مستقر ، ولذلك نحن بحاجة إلى معلومات. ولهذا السبب قررت أن أواصل تعليمي.  لقد رأيت فتيات أخريات يتزوجن ويصبحن أمهات في وقت مبكر جداً. وأريد اتخاذ القرار ببطء”.

وفي النهاية وافق والدها، ومنال الآن على وشك إكمال الفصل الدراسي الأول من دراستها في الصف العاشر.

وتقول منال إن هدفها هو أن تصبح معلمة أو طبيبة. وهي متأكدة أنها إذا كانت قد تزوجت، فإنها كانت ستضطر إلى ترك المدرسة.

ممارسة خطيرة

حتى قبل اندلاع الصراع والنزوح الجماعي للشعب السوري، لم يكن من غير المألوف بالنسبة للفتيات الزواج دون سن 18 عاماً. ووفقا لنتائج الدراسة الأولية لتقييم جديد ليونيسف، بلغت نسبة الفتيات المتزوجات السوريات في الأردن 18 في المائة في عام 2012.

وقام التقييم بتسليط الضوء على الأسباب المحتملة لارتفاع معدل الزواج دون سن 18 عاماً في مخيم الزعتري. ومن بين الدوافع السائدة تخفيف الضغوط الاقتصادية على الأسر، وتسهيل الدخول إلى الدول المجاورة، وتوفير الحماية للفتيات.

ويقول نائب ممثل اليونيسيف في الأردن، ميشيل سرفادي: “إن زواج الأطفال هو ممارسة خطيرة وضارة للغاية. فالفتيات اللواتي يتزوجن دون سن 18 عاماً يكن أكثر عرضة لخطر المضاعفات الصحية المصاحبة للحمل في وقت مبكر، وكذلك العنف الأسري والتسرب من المدرسة. وتعمل اليونيسف على ضمان حماية الفتيات والفتيان دون 18 عاماً، من خلال العمل عن كثب مع الأسر والزعماء الدينيين والمجتمعات المحلية لزيادة الوعي، وكذلك من خلال تقديم خدمات التعليم”.

وتدعم اليونيسف وزارة التربية والتعليم الأردنية لضمان التحاق الأطفال السوريين بالمدارس وحضورها، وتوفر أماكن آمنة في المخيمات والمجتمعات المضيفة للأنشطة المنظمة ولتدريب الشباب على المهارات.

وتوضح منال أن خطبتها قد فسخت الآن وأن والدها يدعم قرارها بالبقاء في المدرسة، ولكنه لا يزال يقول إنها من الممكن أن تتزوج قريباً.

وتقول: “بعض الناس يقولون إنني يجب أن أتزوج، والبعض الآخر يقول إنني شجاعة. وأحياناً عندما أكون وحدي أشعر بالخوف وأسأل نفسي عما إذا كان قراري صحيحاً. ولكنني أعلم أنني على الطريق الصحيح”.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »