Search
Close this search box.

نورا الأمير: مؤسسات المعارضة عاجزة عن تحقيق شرعية تمثيل المرأة

نورا الأمير: مؤسسات المعارضة عاجزة عن تحقيق شرعية تمثيل المرأة

حاورتها: نجاح سفر

نورا الأمير، الفتاة الشابة التي تدرجت من سجون النظام إلى نائب لرئيس الائتلاف الوطني السوري، فقد تم اعتقالها عام 2012 لمدة ستة أشهر في عدة سجون سورية، انضمت إلى الإئتلاف الوطني أثناء توسعته في أيار 2013، نظراً لخبرتها الثورية على الأرض. شاركت في وفد ممثلي المعارضة السورية في جنيف وواجهت جلاديها حيث امتلأت عيناها بالدموع وهي ترى من جاء للدفاع عن قتلة خيرة شباب الثورة. إيمانها في الدفاع عن حقوق الشعب السوري، وضرورة تمثيل المرأة في المعارضة السورية دفعاها للانخراط في العمل السياسي، فالمعركة السياسية، بنظرها، لا تقل أهمية عن العملية العسكرية. وقد حاورتها “شبكة المرأة السورية” من مقر إقامتها في اسطنبول.

  • “فراشة الثورة السورية”… لقب أطلق عليك أثناء اعتقالك لمدة 174 يوم في سجون النظام، هلا تحدثينا عن تلك التجربة ومدى تأثيرها على حياتك فيما بعد؟

هذا المصير الذي يتوقعه كل من صرخ ضد هذا النظام و فاشيته فلم تكن صدمة، و مقارنة بمئات الالاف من الجرائم و الانتهاكات بحق المعتقلين و المعتقلات لا استطيع الحديث عن قسوة التجربة كتجربة فرد، لكن هذه التجربة هي تجربة الثائرين عامة و التي لا يمكن لأي فرد الانفصال عن هذه الحالة الجامعة.

لو عدت قليلا لسؤالٍ لذاتي ماذا علمتني هذه التجربة؟ يجب أن أعترف أنها علمتني الكثير… علمتني الصبر أكثر… زادتني إصراراً أكثر، و كنت قد قلتها للمحقق قبل تحويلي للمحكمة كان لدي ألف سبب للثورة على هذا النظام و بهذه التجربة صار لدي آلاف الأسباب.
كان لهذه التجربة الفضل في أن ألتقي بشابات و سيدات، أقل ما يقال بحقهن أنهن أيقونات للثورة و الصمود… علمتني كيف نتوارث الزنزانة بيننا عائلة كنا أو أصدقاء.

  • كيف تمكنت من الجلوس مع جلادك على نفس الطاولة في مفاوضات جنيف 2؟

بدقة لم يكن جلوسا على نفس الطاولة كما توحي العبارة، على العكس تماما كان جلوس الخصوم كنت أشعر حينها بصاحب الحق حين يسوق جلاده و يعرض على مرأى العالم بأسره ماذا و كيف أجرم بحقه، كان شعوري كمن يجلس أمام سجانه … لكنه هذه المرة ليس مكبلا بالأغلال هو حر صوته حر و أنامله حرة و حرة يداه … هو يستطيع كشف كل الحقيقة ؛إن وجد من يعنى بسماعها و الانتصار لها.

  • كيف ترين في تهجم البعض عليك كونك امرأة أم من مبدأ المنافسة؟

لا أستطيع التكهن بدوافع الآخرين لكن ما لا شك فيه أن مجتمعنا لا يبدي –الكثير منه- الإيجابية تجاه وجود المرأة في السياسة و الشأن العام و لو عدنا قليلا للإرث الدخيل على مجتمعنا فسنجد أن الطعن بالمرأة و التجريح بها أسهل بكثير من الطعن بالرجل كون الحالة ترتبط للأسف بكثير من الأحيان بمفهوم الشرف و التعدي اللفظي، لكن رغم هذا فتضامن الكثيرين كان مذهلا و يشي بمستقبل نتعافى فيه من كل ما هو دخيل علينا من أفكار.

و لنعترف من جهة أخرى أن مؤسسات المعارضة نتيجة وضع الثورة الاستثنائي لا تتمكن من تحقيق شرعية التمثيل عبر كسب ثقة الأهالي بالانتخاب ، كما نطمح في المستقبل بعد الثورة و لعل هذا سبب جوهري في الأزمة . كنت مدركة لذلك و قلتها في أكثر من لقاء مع النشطاء أن الشرعية الحقيقية لا تأتي في -هذه الظروف المأساوية من صندوق الانتخاب. للأسف؛ فظروف الثورة عامة تفرض واقعاً راهناً ، و إنما الشرعية تأتي الآن من الرسالة التي يحملها من شاءت الظروف أن يكون متصدراً لهذه المسؤوليات وهي مواقع تكليف و ليس تشريف … كم هي مسؤولية عظمى أن يحمل أحدنا راية أعظم ثورة شهدها العصر.

 10363081_10205652788057971_517210990719803645_n

  • هل تعتبرين أن الثورة أعادت الاعتبار للمرأة السورية؟

بل المرأة الثائرة قد منحت الثورة ألقها و دعمت استمراريتها وصمودها، المرأة السورية التي كسرت كل القيود و ثارت على ذاتها و على قمعها و على ديكتاتور أول ما استباح، استباح النساء سعياً خائباً منه في فرض عقوبة جماعية على المجتمع الثائر للسوريين ثورة و للمرأة السورية ألف ثورة.

  • نورا من أكثر المدافعين عن سلمية الثورة، كيف تنظرين إلى مآلات الأمور اليوم؟بتصورك ما الذي سيكون عليه شكل الحل في سوريا؟

عسكرة الثورة كانت تحولاً لا بد منه في مسيرة التحول الكبير التي تشهدها سوريا الثورة، لم تكن العسكرة خياراً بل كانت ضرورة مرحلية مهما عانت من أخطاء تكتيكية و استراتيجية، لا بد من عملية سياسية متكاملة تضمن للسوريين حقوقهم و تحقيق آمالهم و أن تتضافر الجهود للوصول إلى عملية انتقال السلطة وفق خطط واقعية تسير بالتوازي مع حركة العدالة الانتقالية و أن يكون شعارها الوطن و العدالة و الإنسان …رحيل الأسد هو نقطة البداية فقط.

  • أصغر “عضو” في الائتلاف و”نائب رئيس الائتلاف، و”امرأة”… كيف توفقين بين تلك الأمور في حياتك اليومية؟

ليست بالأمر الصعب بل على العكس أعطتني هذه التجربة أملاً أني قد حطمت تقليداً يعتبر السياسة حكراً على الذكور و على المسنين. كم آمل لو كانت المعارضة كلها من الجيل الشاب الذي كان في الثورة، الثورة التي نحملها أكبر من أن تنمط جهودنا فيها بعمر أو جنس.

  • هل كنت تتوقعين يوماً ما أن تتقلدي منصب نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري؟ وما هي التحديات التي تواجهك كامرأة في عملك السياسي؟

و لمَ يكون موضعاً للتوقع؟ هو بالفعل قد حدث… المفهوم الحقيقي للمناصب أنها وسائل و ليست غايات، و كان انتخابي لدورتين متتاليتين بمنزلة اختبار للمعارضة و كيفية تعاملها مع الجيل الشاب عامة والنساء منه خاصة، والتحديات تأتي في معظمها من حالة تغييب طويل للمرأة الشابة عن العمل السياسي الذي بطريقة ما تحكمه حالة من الأبوية النمطية لكن أمام الأهداف لا توجد تحديات مستحيلة التجاوز.

خاص “شبكة المرأة السورية”

مشاركة

One Response

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »