بعد أربع سنوات من مشاركتها الثورة السورية: المرأة الحورانية … “فتنة يجب درؤها”

بعد أربع سنوات من مشاركتها الثورة السورية: المرأة الحورانية … “فتنة يجب درؤها”

تحقيق – مها الرفاعي

سنوات مضت من الثورة، كان للمرأة السورية في مدينة درعا بها أثر واضح وعظيم، وذلك في مختلف المجالات الثورية، الإعلامية والاغاثية والطبية. عانت من صعوبات كثيرة، من قبل جميع الأطراف المتنازعة، حوربت في كثير من الأحيان، ولكنها أصرت على ترك بصمة واضحة في تاريخ الثورة، والى يومنا هذا.

عن دور المرأة في درعا، يحدثنا جهاد محاميد، مدير هيئة الدفاع المدني في درعا، قائلاً: “شجاعة المرأة في درعا استثنائية، كنت أراها وهي تتحدى قوات الأمن، وذلك أثناء حملات الدهم والاعتقال. وكانت تقف في وجه العربات والمصفحات التابعة لقوات النظام، وتخلص الشباب والرجال من أيديهم، كل امرأة في درعا عن ألف رجل. يتابع محاميد: “ليس فقط هذا، فلقد كان لها أثر ملموس فيما بعد، في مختلف النشاطات الثورية، حيث كانت بعض النساء تدعو للخروج في المظاهرات يداً بيد إلى جانب الشباب. كن يجهزن اللافتات والرسومات المطلوبة، وتتعالى أصواتهن بكل شجاعة بهتاف:” الشعب يريد إسقاط النظام”.

يتابع محاميد: “ومع ارتفاع وتيرة الاشتباكات وتكثيف القبضة الأمنية على المناطق التابعة للنظام كان لهن أحد الخيارين: إما البقاء هناك ومواجهة خطر الاعتقال أو الذهاب للمناطق التابعة لقوات المعارضة  ومواجهة خطر الموت بإحدى القذائف والصواريخ. ومع كل تلك الصعوبات تابعت المرأة الحورانية مسيرتها النضالية، حيث عملت بعضهن بقسم الإغاثة، معرضات حياتهن للخطر، بالإضافة إلى عمل إحصائيات مستمرة للنازحين الفارين من الموت الى أحيائهم (الآمنة نوعاً ما) وقمن بتوزيع الحصص الغذائية عليهم، وذلك حسب الحاجة وحسب المساعدات المقدمة”.

فتنة يجب درؤها

يكمل أنس، وهو أحد أعضاء الهيئة أيضاً، في المناطق المحررة، مؤكداً ما قاله محاميد: “لم تثن أبداً قذائف النظام ونيرانه  تلك الشابات والنساء عن الالتحاق بركب الثورة، فمنهن أيضاً من التحق بالكادر الطبي، وعملت كثير من شاباتنا في المستشفيات الميدانية”.

يضيف أنس: “ولكن الأمر السيئ أنه بالرغم مما قدمته المرأة الحوارنية للثورة، إلا أنها تعرضت لانتقادات واسعة، حيث يعتبر البعض هنا، أن وجود المرأة لم يعد له أي داع، ويترجمه البعض بصورة الخوف عليهن، ومنهم من يعتبر وجودها بين كل أولئك الرجال، في المستشفيات مثلا، فتنة ويجب درؤها!”.

ومن ناحيته يؤكد أنس أنه من أنصار تواجد المرأة في الثورة، وأنها عملت بشكل أصدق من أي رجل، فلا تجد “على حد قوله: “أي ناشطة قد أغراها المال “المسيّس”، أي المقدم من جهات دينية أو سياسية  لها أهدافها الخاصة وأغراضها بالشأن السوري .

من جهتها تخبرنا سارة، إحدى ثائرات مدينة درعا، التي تعمل في المجال الإنساني والإعلامي،  عن نشاطها والصعوبات التي تواجهها قائلة: “أحاول من خلال الإعلام تسليط الضوء على معاناة الأهالي هنا وعلى القضايا التي يعانون منها في ظل الحرب. نحاول هنا جاهدين محاربة الظروف الصعبة المحيطة بنا والتغلب عليها وإيجاد الحلول البديلة، فمثلاً … فيما يتعلق بقطاع التعليم، وبعد تدمير أغلب المدارس في هذه المناطق , وانقطاع الأطفال عن دراستهم، نعمل على متابعة تعليمهم عبر اساليب تتناسب مع الوضع الأمني وظروف النزوح، وذلك من خلال إنشاء حلقات التعليم المفتوح  بمساعدة تجمع نساء الثورة السورية”.

كفر على أرض جهادية!

وتكمل سارة: “نواجه كثيراً من الصعوبات، كالقصف المتواصل الذي نتعرض له من قوات النظام، واستشهاد عدد من أقاربي وأصدقائي نتيجة لذلك القصف، وحالات النزوح المتكررة التي شهدناها , وغيرها الكثير… إضافة إلى أنني مازلت أخاف من فكرة الاعتقال أو الاختطاف. وتأتيني هذه المخاوف بعد فصلي من العمل، عندما كنت في المناطق الذي يسيطر عليها النظام، وتهديدي بالاعتقال ووضع اسمي على لوائح المطلوبين ومنعي من السفر. كما تواجهنا صعوبات من نوع آخر، فالكثير يتجاهل دورنا ويعمد إلى انتقاص دور المرأة بالثورة وتضحياتها، بسبب النظرة الذكورية الواضحة لديهم! وزيادة على هذا، فقد تلقيت أنا وغيري من الناشطات هنا بعض الرسائل وتهديدات من قبل بعض المحسوبين على جبهة النصرة وداعش”.

تؤكد على كلام سارة الناشطة “أ”  وتزيد على ذلك خطورة تنقلها بين المناطق الخاضعة لسيطرة النظام ومناطق المعارضة، فهي معرضة لخطر مشترك “الاعتقال هناك أو الموت هنا”، كما تقول، بالإضافة لخطر التنقل بين القرى، فأينما ذهبت تجد الحواجز التي تسيطر على بعضها جبهة النصرة، التي تعتبر وجودهم عائقاً بوجه نشاطات المرأة، فهم على حد قولها يعتبرون عملها المدني “كفر على أرض جهادية” !

تتمنى سارة وكذلك “أ ” وقف الاقتتال من جميع الأطراف وعودة المهجرين والنازحين إلى أرضهم وخروج جميع المعتقلين من سجون النظام  وإعادة اعمار سوريا جديدة يداً بيد.

خاص “شبكة المرأة السورية”

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »