Search
Close this search box.

لأجل من لا صوت لهم

لأجل من لا صوت لهم

جنيف – رولا أسد 

اللكم، الركل، والضرب المبرحل فترات طويلة، الشبح، بساط الريح، الدولاب، الإعدام المزيف، الكهرباء، العنف الجنسي، الحرق، اقتلاع شعر اللحية ونزع الأظافر واستخدام الأسيد لحرق البشرة ليست مشاهد من فيلم جريمة بل جرائم حقيقية تمارس يومياً في سجون النظام السوري ضد المعتقلين، حسبما أوردت شبكة المرأة السورية  في منشور حملة “سورية وطن لا سجن” لأجل من يتعرضون للتعذيب ولأجل الحرية لهم.

لم يكن مهماً كم من آلاف الكيلو مترات التي قطعنها ليصلن إلى هناك، لم يكن أيضاً مهماً ذلك البرد وساعات الوقوف أمام الغرباء ولا الحديث معهم، شيءُ واحد كان في الحسبان كيف يمكن لهن إنهاء ظلام السجون وايقاف برد الزنزانات وقسوتها.

اعتصمت بعض من عضوات شبكة المرأة السورية  أمام مبنى الأمم المتحدة في جنيف، هن ليس فقط متضامنات بل بعضهن معتقلات سابقات، رفعن صوراً لصديقاتهن ومعتقلات تشاركن معهن سوريتهن، لينا الوفائي المعتقلة السابقة في سجون النظام السوري تضم لصدرها صورة صديقتها المخطوفة سميرة الخليل وتصر على حملها أينما ذهبت في شوارع جنيف، تقول ” أشعر بالحزن وأنا أحمل صورة سميرة، أريد أن أخبر العالم عن شجاعتها ووقوفها ضد الاستبداد، أردت أن يعرف الجميع كيف فرحت بالثورة السورية، تلك التي انتظرتها  طويلاً، الآن سميرة مخطوفة ولا أحد يعرف بأي من سجون الاستبداد هي حتى اليوم”

السورية تينا أبزاخ  التي انضمت لفريق الشبكة قادمة من السويد، جاءت مدفوعة لشعورها بمسؤولية إيصال صوت من لاصوت لهم، مؤمنة  بضرورة إعادة الثقة في العمل النسائي الجماعي. رفعت على مدى يومين ملصق كبير علق عليها الكثير من صور المعتقلين والمعتقلات، لم تتعب ولم تمل من تلك المهمة، تضيف “وكأنني و أنا أحمل بوستر الحملة، أرفع أسماء المعتقلين  جميعهم، كنت خائفة من أن يمزق الهواء الذي كان يفاجأنا بين الحين والآخر الملصق قبل أن يراه الجميع ويروا صور معتقلينا المنتظرين الحرية ودعمهم”.

وفاءً لدماء شهداء سورية وشهداءالحرية والكرامة شاركت وفاء الحرك القادمة من السويد أيضاُ زميلاتها الاعتصام أمام مقر الأمم المتحدة تزامناً مع انعقاد مؤتمر جنيف 2 وللمطالبة بفك الحصار عن المدن التي تموت جوعاً و الإفراج عن معتقلي الرأي الذي يمارس عليهم أبشع أنواع التعذيب والانتهاكات في أقبية النظام السوري حسب قولها.

أما المعتقلة السابقة أيضاً ميادة الخليل جاءت من ألمانيا تضامناً مع المعتقلين، وهي التي تعرف تماماً ماذا يعني أن تكون في سجون النظام، تقول “إحساسي بالألم الذي مررت به من تجربة الاعتقال هو الذي دفعني للقدوم والمشاركة في الحملة، لابد من نقل مأساتنا للعالم تفادياً للإحساس بالعجز الكامل تجاه المعتقلين”.

لماذا جنيف؟

تزامناُ مع انعقاد مؤتمر جنيف 2 أو مايسمى مفاوضات السلام من أجل سوريا، سارعت شبكة المرأة السورية وخلال أيامٍ قليلة من تنظيم فريقها الصغير للقدوم لجنيف للاستفادة من تواجد الإعلام العالمي والقوى الإقليمية والدولية المشاركة في المفاوضات، كما تقول تينا وتضيف “وجودنا في جنيف كشبكة إمرأة سورية مهمة جداً لتسليط الضوء على قضايا النساء والمعتقلين وإبراز صوت النساء”.

في الحين الذي تصر فيه لينا الوفائي على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين والمغيبين قسرياً وهو المطلب الأول والرئيسي لحملة الشبكة، إلا أنها تؤكد أيضاً على أن اعتصامهن في جنيف هو أيضاً تأكيداً للوقوف مع قضية الشعب السوري  ومطالبه  في الحرية والكرامة وتضيف “رغم كل الصعوبات ورغم أنني لست متفائلة مما يجري حتى الآن، ولكنني أتمنى أن يحمل جنيف 2 للشعب السوري نهاية الألم وتحقيق أحلامه في تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات”.

تؤكد ميادة على ضرورة نقل الصورة الحقيقة للواقع السوري، بعد أن تجاهلتها وسائل الإعلام الدولية  ليحل مكانها الخبر الأكثر إثارة “السلاح والقتال”، تضيف “هذا الاعتصام هو محاولة لكسب التعاطف الدولي للمضي في سبيل إيجاد حل حقيقي من أجل سلام سوريا وحل مأساة شعب كامل عانى ما عانه من اعتقال و تهجير و تجويع و تجهيل”.

كما تجد هيفين قاقو أن التواجد في جنيف فرصة تعكس مدى انخراط المرأة السورية في العمل على كافةالأصعدة ، تضيف “أهمية جنيف نابعة من أنها المكان الذي يستضيف مفاوضات السلام لذا المشاركة بالاعتصام و إطلاق الحملة فيها كانت ضرورية لأنها صلةالوصل بين جنيف 1 و جنيف 2، فهي تطالب بالإفراج عن جميع معتقلي الرأي المنصوص عليها في اتفاقية جنيف1 وتحقيق البند يؤسس لأرضية أي حل سياسي لإنهاء المعاناة في سوريا”.

“سورية وطن لاسجن”
وصلت الحملة التي أطلقتها شبكة المرأة السورية جنيف في سويسرا بعد أن انطلقت في وقت سابقاً من القاهرة واسطنبول، كما سيلي ذلك عدة مؤتمرات صحفية في كل دول العالم لإيصال رسالة الحملة وتوجيهها إلى كل أصحاب القرار في الدول الداعمة للقضية السورية بحسب سميرة زعير من شبكة المرأة.

تضيف زعير “هدف حملتنا هو التأثير على الرأي العام العالمي بكسب مناصرته لمطالب الشعب السوري في ثورته من أجل الحرية والكرامة، نسعى إلى تغيير الرأي العام العالمي ليدعم مطالبنا في   وقف الاعتقالات التعسفية وإطلاق سراح المعتقلين وتبني قرار مجلس الأمن 1325 وتطبيق بنود جنيف 1 المتعلقه بالإفراج عن المعتقلين”.

وفر تواجد الشبكة في جنيف فرصة للعضوات للتواصل مباشرة مع ممثلي المعارضة السورية ومساءلتهم عنا لتأخر في الرد على الاقتراح الذي قدمته الشبكة في وقت سابق والمتمثل بقائمة لأسماء مرشحات لوفد الائتلاف السوري المفاوض، ليتم دعوة تلك المرشحات للمشاركة في عملية التفاوض، السؤال الذي لم تترد عضوةالشبكة هيفين قاقو بتوجيهه لأنس العبدة عضو الائتلاف حينما انضم للتظاهرة، فما كان منه إلا أن أجاب “بالفعل تأخرنا بالرد على اقتراحكن، لقدأرسلتم بالفعل عدة أسماء كان من بينها ريمافليحان، وكما تروى ريما ضمن الوفد المفاوض”.

انضم العديد من أصدقاء الشبكة للفريق منعدة دول أوربية كألمانيا، فرنسا، بلجيكا، هولندا، بريطانيا و إيطاليا، نورا الأمير نائبة رئيس الائتلاف السوري لم تترد من الانضمام لزميلاتها في الساحة ،متضامنة معهن و مع حملة الشبكة ،و هي المعتقلة السابقة أيضاً في سجون النظام.

تقول “مكاني دائماً مع الناس و كلي يقين أن العملية السياسية لاتنفصل عن الكفاح السلمي و صوت الشعب “.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »