Search
Close this search box.

حوار شبكة المرأة السورية مع الدكتور فاروق اسماعيل

حوار شبكة المرأة السورية مع الدكتور فاروق اسماعيل

حوار شبكة المرأة السورية مع الدكتور فاروق اسماعيل

المرأة السورية ستكون المستفيد الأكبر من نجاح الثورة وسقوط

 

حاورته امينة بريمكو

هم الأسس التي يقوم عليها عمل تيارات المجتمع المدني هي وجود الديمقراطية ،وحرية الفكر ،وسيادة الشعور بالمواطنة المتساوية.

أنا متفائل بأنها ستجد صدى واسعا في سوريا الجديدة، ولاسيما أن الشعب ينظر بمرارة إلى دور الأحزاب السياسية قبل الثورة وخلالها.

فالخطاب السياسي الكردي في سوريا متناقض لا يستطيع التوفيق بين الهم الوطني والهم القومي.

والمرأة الكردية تتصف بقوة الشخصية والثقة بالنفس ،لذا أعتقد أنها ستتميز في دورها القيادي المجتمعي في سوريا الجديدة.

مساهمة المرأة السورية في الثورة (لا السياسة ) ليست ضعيفة، وتضحياتها جليلة ستدون في كتب التاريخ.

الطائفة السورية ” أسمى من التصنيفات الأخرى المنافية للسمع في القرن الحادي والعشرين.

والمدنية بحث عن التطور والرقي وعما يفيدنا في وطن للسوريين جميعا.

ستبدأ المرأة صفحة جديدة براقة من تاريخها في سوريا الجديدة المختلفة ،وسيكون لها الدور الأهم في تطوير المجتمع.

دكتور فاروق الثورة السورية كانت بالنسبة لجميع السوريين بمثابة نيزك الحقيقة، من خلالها انكشفت معالم كل الشخصيات السورية على مختلف طوائفها وانتماءاتها، كنت انت وقلة من الشخصيات الكردية الذين شاركوا في الثورة، كشخصيات تنشر الفكر المدني، هل تذكر لنا تجربتك؟

*  الثورة السورية لم تنطلق بتأثير فكر سياسي أو حركة عسكرية ،بل هي انتفاضة المجتمع على ما لحق به خلال عقود من الاستبداد والظلم والقمع والفساد ،وتفرد فئة بشؤون البلاد والعباد.

كان حدثا مفاجئا انتظرناه طويلا، ونحن نتهامس خوفا من عنف السلطة .كدت ألا أصدق المظاهرة الأولى في قامشلي، وفي الثانية (مطلع نيسان 2011) وجدت نفسي وأسرتي بشكل تلقائي عفوي وسط هدير الشباب الثائر، نردد معهم هتافات الثورة ضد السلطة، ورجال الأمن يصورون الوجوه سرا في الأطراف.

 اقتنعت تماما بأننا بدأنا ننفض غبار المذلة والكرامة المهدورة. كانت حماسة الشباب تولد شعورا عذبا يبشر بزمن جديد .لم تمنعنا تحقيقات مندوبي ثلاثة فروع أمنية في قامشلي وتهديداتهم المتخلفة لي ولزوجتي من المتابعة .كانت أيام الخميس لا تقل لدي سعادة عن الجمعة، حيث كنت أنهمك خلالها بممارسة دوري وهوايتي بتخطيط لافتات كثيرة لنا ،ولتوزيعها في المظاهرة.

  بسرعة اجتمعت حولنا مجموعة من الشباب. كانت زوجتي توجه وتساعد ،وتحولت مكتبتي إلى مكان للنشر والطباعة ،وملتقى لمثقفين وطلبة في الجامعة .كنا نراقب ونتابع المجريات على مساحة الوطن ،وغالبا ما نتحدث عن الدور السلبي للأحزاب الكردية المترددة ،ونؤكد ضرورة تعزيز الصلات بالحراك السوري عامة.

  مرت شهور عسلية على الثورة. وفي تشرين الأول 2011 اضطرت الأحزاب الكردية إلى التحرك، واتفقت على تشكيل مجلس وطني كردي ،دعيت إليه كمستقل ،فتجاوبت مع الدعوة إيمانا بأن المرحلة تستدعي التكاتف رغم عيوب الأحزاب كلها. عايشت وضع الأحزاب المترهل ،ووضع المجلس غير الجاد باهتمام بالغ ومشاركة فاعلة مدة تسعة شهوركانت كأنها سنوات استوعبت خلالها عن قرب تناقضات الحركة السياسية الكردية وسطحيتها وارتباطاتها ،وخبرت أساليبها في عرقلة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه نظريا . باختصار، لم يستطع المجلس أن ينفذ الجملة الأولى في وثيقته السياسية المعتمدة “إننا جزء من الثورة السورية” .ولذلك كنت لا أسير في مظاهرات المجلس الشكلية،بل مع الحراك الشبابي الصادق في اندفاعه.

  في تموز 2012 أعلنت انسحابي من المجلس اعتراضا على اتفاق هولير-أربيل لأنه كان اتفاقا مع مجلس آخر متحالف مع السلطة المجرمة باسم الكرد، ولأنه فرض من الخارج ولم يكن قرارا داخليا. ومازلت أعتقد أن هذا الاتفاق أساء للحراك الكردي الضروري ضمن الثورة السورية ،وكان هدفه تنحية الكرد جانبا .

  في الأسبوع التالي للاتفاق منعت الهيئة الكردية الجديدة رفع أعلام الثورة السورية وشعاراتها في شوارع قامشلي وغيرها من المدن ذات الغالبية الكردية،وتنافست الأطراف في رفع صور قادة كرد غير سوريين !!

  بدأت مرحلة مواجهة الشباب بعنف ،مما خلق حالة يأس لديهم وهم يرون الاستبداد الكردي بحق الكرد ،وأرغموا على الصمت أو مغادرة الوطن. وهكذا توقفت المساهمة الكردية في الثورة ،مع أنهم كانوا أكثر المكونات السورية انتظارا لها . واضطررت أيضا إلى عدم العودة إلى الوطن بعد سفري للمشاركة في ندوة “المسألة الكردية في المشرق” التي أقامتها قناة الجزيرة الفضائية (الدوحة 13 -14 كانون الثاني 2013).

وسط معمعة الاطراف السياسية وتناحرها المميت على ما ستجنيه على حساب الدم السوري ، كيف ستجد التيارات المدنية مكاناً لها في سوريا الجديدة؟

  • إن أهم الأسس التي يقوم عليها عمل تيارات المجتمع المدني هي وجود الديمقراطية ،وحرية الفكر ،وسيادة الشعور بالمواطنة المتساوية ،وإدراك أهمية التنافس الإيجابي في خدمة الوطن والدولة. وهذه كلها لم تكن متوافرة في سوريا خلال العقود الماضية، بل كانت السلطة تعد كل ناقد لها معارضا يستحق العقاب القاسي أو التهميش على الأقل.

مؤسسات المجتمع المدني مؤسسات أهلية مستقلة ،تشكل عين المجتمع ،وتعكس فكره واحتياجاته إزاء الحكومة التي يفترض أنها تعاقدت مع المجتمع لرعايته وإدارته. وأفكارها جديدة ماتزال في بداية الانتشار في المنطقة عامة ،ولم تجد المناخ المناسب لازدهارها وتعمقها بعد .

  أنا متفائل بأنها ستجد صدى واسعا في سوريا الجديدة، ولاسيما أن الشعب ينظر بمرارة إلى دور الأحزاب السياسية قبل الثورة وخلالها. قاعدتها واسعة ،ولكنها تحتاج إلى ترسيخ وتكاتف ،ولاسيما بين جيل الشباب .

المجتمع الكردي من المجتمعات التي ظلت تركض وراء المظاهر، ولكنها في حقيقة الامر من اكثر المجتمعات تخلفاً بما يخص حقوق المراة، ما السبب برأيك؟

  • المجتمع الكردي يعاني من أزمات وعقد متراكمة ،خلفت حالة من الضياع والتشتت ، فالخطاب السياسي الكردي في سوريا متناقض لا يستطيع التوفيق بين الهم الوطني والهم القومي ،وهو كذلك لدى العرب أيضا .

الوطن هو الثوب الأساسي لأفراد المجتمع الواحد ،والقومية حلية تزيده جمالا، وقد تسيء إلى صورته إن لم تكن في الموضع المناسب. الإحساس بالوطن (بجغرافيته وتاريخه وثقافته ومستقبله ..)هو بوصلة الانتماء .وأتمنى أن يبحث كل كردي سوري عن حقيقة ذلك الإحساس في ذاته ،وأن يكف عن التعلق بالأحلام والملاحم والأغاني التي شوهت أذهاننا .ولعل تجارب اغتراب الكرد السوريين  وهجرتهم إلى ديار الكرد ستفيدهم  في المستقبل القريب ،عندما نتخلص من كابوس السلطة المجرمة .

  أما فيما يتعلق بوصفك المجتمع الكردي بان أكثر المجتمعات تخلفا بما يخص حقوق المرأة فأخالفك الرأي فيه. المسألة نسبية ،وحالة المرأة الكردية – والسورية عامة – ليس سيئة . لقد أثبتت مجريات الثورة أن المرأة تمتلك إمكانات هائلة وإرادة قوية للإسهام في نيل الحرية وبناء الوطن ،ولكنها بحاجة إلى مناخ اجتماعي مناسب مشجع. إنها تخشى موقع الصدارة نتيجة عوامل عدة تجمعت عبر الزمن ،ولم يكن لها ذنب فيها.

 نسبة التحصيل العلمي العالي بين النساء الكرديات جيدة ،وتزداد بوتيرة سريعة. والمرأة الكردية تتصف بقوة الشخصية والثقة بالنفس ،لذا أعتقد أنها ستتميز في دورها القيادي المجتمعي في سوريا الجديدة.

المراة السورية كانت مشروع التضحية الاول في الثورة السورية ، لكن رغم ذلك حضورها ضعيف في كافة التجمعات السياسية منذ بداية الثورة وحتى هذه اللحظة، ما هي العوامل التي تساهم في تهميشها برايك؟

  • أختلف معك قليلا في الحكم بهامشية  دور المرأة السورية في الحراك السياسي .نعم هو وضع غير طبيعي ،ولكنه مرهون مقيد بأسباب وظروف أثرت وما تزال تؤثر فيه،ولنكن متفائلين بالمستقبل القريب .

المهم لدي الآن هو أن مساهمة المرأة السورية في الثورة (لا السياسة ) ليست ضعيفة، وتضحياتها جليلة ستدون في كتب التاريخ .

ما دور المجتمع المدني  الكردي في هذه اللحظات الحاسمة  بعد ان نجح النظام بزرع الفتنة الطائفية بابشع صورها؟

  •    لا أعتقد أننا أمام حالة من الفتنة الطائفية “بأبشع صورها” ،بل هناك بذور لها أرى أنها لن  تنمو أكثر في مجتمعنا السوري الذي يمتلك إرثا ورصيدا متميزا من الوعي والتجارب.

والمجتمع المدني الذي نصبو إلى تعزيزه يأنف ويكره ما عملت السلطة على نشره للتفريق بين الشعب وتشتيت اهتماماته ،ومن ثم الاستفراد بالقرار لمصلحتها ،وهي ماتزال تسعى إلى ذلك .

 ” الطائفة السورية ” أسمى من التصنيفات الأخرى المنافية للسمع في القرن الحادي والعشرين.والمدنية بحث عن التطور والرقي وعما يفيدنا في وطن للسوريين جميعا ،ولعل الأهم الآن هو مواجهة كل طرف يسعى إلى إشعال الفتنة ،وأولها السلطة المستبدة.

هل صحيح بان شعبية حزب العمال الكردستاني تعاظمت لان نصف اعضاءها نساء؟

  • شعبية الحزب لم تتعاظم إلا قليلا ،ضمن شريحة معينة ذات طابع خاص .وهي حالة لن تكون طويلة الأمد .ولعل هشاشة المستوى الفكري التحليلي لدى نساء كثيرات تجعلهن يتسرعن في التصديق ،والاندفاع إلى حيث لا ينفع الندم .

كيف سينجح المؤتمر القومي في اربيل  والذي سيضم اكراد ايران والعراق وسوريا وتركيا، لكن بدون حضور المؤسسات المدنية؟

  • هل أنت واثقة من أن المؤتمر القومي الكردي سينعقد ؟ أتمنى ألا ينعقد .وإن حصل فأتوقع أنه سيكون شكليا فاشلا ،وقد يفرز منعطفات سلبية أمام المجتمع الكردي. والصواب هو أن تمتنع المؤسسات المدنية عن المشاركة فيه.

كيف تتوقع وضع المراة السورية بعد سقوط النظام؟

  • أومن أن المرأة السورية ستكون المستفيد الأكبر من نجاح الثورة وسقوط النظام ,وهو أمر محتوم. ستبدأ المرأة صفحة جديدة براقة من تاريخها في سوريا الجديدة المختلفة ،وسيكون لها الدور الأهم في تطوير المجتمع.

السيرة العلمية للدكتور فاروق:

أ. د. فاروق عباس إسماعيل

مواليد: تل كيف (سورية) 25 / 3 / 1957م، حاصل على  الدكتوراه فلسفة Dr. Ph في دراسات الشرق القديم Altorientalistik – فقه اللغات السامية Semitistik     من جامعة توبنجن Tübingen  في ألمانيا الاتحادية، 1991 . قام بالتدريس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة حلب – سورية.

الكتب الذي قام بتأليفها:

( آ ) الكتب المؤلفة:

  1. أبحاث الندوة العالمية حول تاريخ سورية والشرق الأدنى القديم (3000 – 300 ق0م). منشورات جامعة حلب 1996 (تحرير)
  2. الكتاب المشترك:  Farouk Ismail, Walther Sallaberger, Philippe Talon, Karel van Lerberghe: Administrative Documents from Tell Beydar .Subartu II ,Brepols 1996.
  3. اللغة الآرامية القديمة. منشورات جامعة حلب 1997 م.
  4. إرّا وملك كل الديار، ملحمة بابلية. دار جدل، حلب 1998 م
  5. اللغة اليمنية القديمة. دار الكتب العلمية، تعز 2000 م.
  6. مراسلات العمارنة الدولية “وثائق مسمارية من القرن 14 ق . م” . دار إنانا، دمشق 2010 م.
  7. الوجيز في اللغة العبرية القديمة. دار الفرقان للغات، حلب 2011م.

(ب) الكتب المترجمة عن اللغة الألمانية:

  1. جرنوت فيلهلم: الحُوريون. تاريخهم وحضارتهم. دار جدل، حلب 2000 م.
  2. كلاوس شيبمان: تاريخ الممالك القديمة في جنوبي الجزيرة العربية. مركز الدراسات والبحوث اليمني، سلسلة بحوث ودراسات (10)، صنعاء 2002م.
  3. ف. فون زودن: مدخل إلى حضارات الشرق القديم. دار المدى – دمشق 2003م .
  4. ناديا خوليديس، لوتس مارتين: تل حلف والمنقب الأثري فون اوبنهايم. دار الزمان – دمشق 2006م .
  5. كاي كوهلماير: معبد إله الطقس في قلعة حلب. منشورات وزارة الثقافة – دمشق 2006م.
  6. ايفا كانجيك – كيرشباوم : تاريخ الآشوريين القديم. دار الزمان – دمشق 2008م.

الى جانب العديد من البحوث والندوات والمقالات .

باسم شبكة المراة السورية نوجه شكرنا للدكتور فاروق  اسماعيل  الذي منحنا الكثير من وقته الثمين.

خاص موقع شبكة المراة السورية

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »